تعتبر الأوضاع الاقتصادية المأساوية وظروف جائحة كورونا وما تبعها من إغلاق المدارس أسباباً أساسيةً أجبرت الأطفال لترك مقاعد الدراسة، والبحث عن فرص عمل لإعالة اسرهم
يقول خالد الأحمد 12 عاما إنه لا يملك هاتفا ذكيا لمتابعة دراسته ولا تتوفر الكهرباء في المخيم صباحا وانه توقف عن الدراسة في الصف الخامس لذلك قرر التخلي عن اقلامه وكتبه والتوجه الى سوق العمل.
توجه خالد الى محل الجوالات القريب من بيته وطلب منه أن يتعلم المهنة مقابل أجر قليل لا يكفي لشراء قوت يوم لعائلته التي تعمل احيانا في مجال الزراعة.
ويضيف خالد أنه لم يكن يفكر في العمل قبل جائحة كورونا لكن سوء الحالة المادية وإغلاق المدارس اجبره على العمل.
ولا يختلف الحال عند محمد الزعبي الذي وصل الى الصف السابع الإعدادي وانقطع عن الدراسة بسبب ظروف جائحة كورونا في المخيم وما تبعها من ضعف الأنترنت لذلك توجه الى المخبز ليتقن مهنة جديدة توفر له دخل دينارين يوميا لإعالة عائلته
وكان يحلم الزعبي بأن يصبح مهندسا قبل انقطاعه عن المدرسة لكنه يقول انه ربما لا يستطيع الوصول الى حلمه الأن بعد اضطراره لمغادرة المدرسة والعمل وسط كومة الطحين
من ناحية اخرى قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين انها مددت ساعات تزويد الكهرباء في كل من مخيم الأزرق والزعتري للاجئين السوريين، تماشيا مع اوقات منصة درسك التي توفرها الحكومة الأردنية مجانا لضمان حق الطلبة في التعلم
إجراءات اليونيسف لتفادي انتشار ظاهرة عمالة الأطفال
وفي حديث لـ"سوريون بيننا" مع أسامة النعيمي مسؤول التعليم في المخيمات من منظمة اليونيسيف قال إن أعداد الطلاب المسجلين في المدارس في مخيمي الازرق والزعتري 33400 طالب وطالبو وبالرغم عدم وجود دراسات حديثة تظهر اعداد الاطفال المتواجدين بسوق العمل الا انهم لاحظوا منذ بدء الجائحة زيادة في عدد الاطفال المتواجدين في سوق العمل
لذلك قامت منظمة اليونيسف بدعم تعلم الطلبة في المخيمات وبالتحديد الأكثر تضررا خلال فترة اغلاق المدارس وغياب التعليم الوجاهي وذلك من خلال التعاون مع وزارة التربية والتعليم لأطلاق مشروع جسور التعلم لتوزيع مواد تعليمية مكتوبة، مثل الكراسات التي تلخص أبرز شروحات الدروس للطلبة في مخيمات اللجوء والمناطق النائية التي لا تتوفر فيها الشبكة والأجهزة الذكية بالإضافة الى تزويد بعض الطلبة بحزم انترنت لتقليل التكلفة على الطالب
استهدفت اليونيسف الطلبة المسجلين في مراكز مكاني وهي مراكز تابعة لليونيسيف لتوزيع 3500 لوح تعليمي ذكي للأطفال ونوه الى وجود أكثر من طفل داخل كل بيت، وبالتالي فإن أعداد المستفيدين من الأجهزة الذكية وصلت الى ما يقارب عشرة الاف طفل استفاد من حملة توزيع الأجهزة.
عمالة الأطفال في القانون الأردني
ويذكران القانون الأردني حسب المادة رقم (73) من قانون العمل رقم (8) يمنع تشغيل الحدث الذي لم يكمل السادسة عشرة من عمره، بأي شكل من الأشكال، كما يمنع تشغيله في الأعمال الخطرة أو المرهقة أو المضرّة بالصحة قبل بلوغ الثامنة عشرة من عمره، ويعاقب صاحب العمل المخالف بغرامة ما بين 420 و700 دولار.
ويعيش نحو 128 ألف لاجئ سوري في ثلاثة مخيمات في الأردن، من أصل ما يقارب 666 ألف لاجئ في الأردن، مسجل لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.