يستذكر لاجئون سوريون معاناتهم في الحرب السورية بالتزامن مع ظهور فيروس كورونا وفرض الإجراءات الوقائية، لاسيما حظر التجوال، مما سبَّبَ بعض الاضطرابات النفسية لهم ولأطفالهم.
وتقول مروة، 29 عاما لاجئة سورية تقيم في عمان، إن مشهد أزمة كورونا وحظر التجوال أعادها الى ما عاشته في مدينتها حمص من خوف على نفسها او اقاربها من سقوط اي قذائف على منازلهم وقلقها الحالي من اصابة أحد افراد عائلتها بوباء كورونا وعدم قدرتها على توديعه.
ولا يختلف حال اللاجئة مرام وهي أم لثلاثة أطفال، التي ذكرتها ازمة كورونا بالحصار التي عاشتة في بلدها سوريا وعدم قدرتها على الخروج من المنزل لتأمين مستلزمات بيتها الأساسية.
وتضيف أن "صوت صفارات الإنذار ذكرت ولادي بأصوات القذائف وخلتنا عايشين بخوف على الرغم انو بسوريا كان الخوف أكبر أما هلئ فنحنا بأمان إذا ضلينا بالبيت".
أما عبد السلام الحموي يقول إن العزل الصحي ليس التجربة الأولى، فهو اعتاد على الحرمان من الامور الطبيعية بالحياة. ويضيف "قضينا كتير فترات محرومين من ابسط الأمور متل الكهرباء عشنا كتير فترات بالبيت بدون حتى ما نوقف ع البلكون من خوفنا من القصف".
ويشير الحموي إلى أن صوت صفارات الانذار ونقص المواد التموينية هي أشياء طبيعية مررنا بها سابقا أما الاختلاف الايجابي بين الحرب السورية وأزمة كورونا أننا آمنين في بيوتنا لننتصر على الوباء ولا نخاف من سقوط أي قذيفة قد تودي بنا الى الموت.
المدربة والمعالجة النفسية والاسرية رهف محي الدين، تقول إن ما يمر به اللاجئون في ظل أزمة كورونا قد يسبب نوبات هلع لدى الاطفال بسبب استحضار ذكريات سابقة مروا بها من سماع أصوات صافرات الإنذار وغيرها من المشاهد.
وأضافت اننا نستطيع تجنب هذه العوارض من خلال الحفاظ على دورة النوم الجيد، بالاضافة إلى العلاج الدوائي والنفسي والتواصل مع أشخاص ايجابين والابتعاد عن مصادر القلق والتوتر والقدرة على الاسترخاء وضبط النفس من خلال التعلم الذاتي في ظل الظروف الراهنة.
ويعيش في الأردن 656,213 سورياً مسجلا لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بينهم 124,019 داخل المخيمات، بينما تقول إحصائيات حكومية إن مليون و300 ألف سوري يعيشون على أراضيها.