تداعيات كورونا على اللاجئين السوريين.. تضعهم على المحك
يجد اللاجئون السوريون أنفسهم محاصرين من أزمة اقتصادية خانقة، يرافقها ضعف في خطة الاستجابة للأزمة السورية، إضافة إلى جائحة كورونا وتداعياتها، التي لم تترك أمامهم خيارات سوى الفقر والاحباط والضنك.
فتلك الأزمات المتعاقبة على اللاجئين، جعلتهم أكثر افتقاراً، الأمر الذي أكدته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن أن تسعين في المائة من اللاجئين لا يملكون مدّخرات تتجاوز الثمانين دولاراً، معتبرةً أن هذه النتائج تكشف عن مؤشرات مقلقة بخصوص نسب الفقر في صفوف اللاجئين.
محمد خلف، ٢٨ عاماً لاجئاً سورياً في مخيم الزعتري، يعيش في أسواء أوضاعه المعيشية وضعف قدرة على تأمين احتياجاته اليومية، بسبب منع حركته من الدخول والخروج من المخيم، إضافة إلى تعليق المنظمات الأممية أنشطتها داخل المخيمات، وقال إن اللاجئين من أكثر الفئات في العالم تأثراً جراء الجائحة، حيث توقف عمل عمال المياومة، بعد قرارات الحظر والاغلاقات التي شهدتها المملكة خلال الجائحة.
وأضاف خلف، أن الأسواق التجارية داخل مخيم الزعتري يشهد ضعفاً في السيولة المادية، إضافة إلى زيادة التكليف على الأسر جراء إغلاق المدارس، مشيراً بنفس الوقت إلى ان المنضمات العاملة داخل المخيم عملت على تخفيف من نسب العمالة والأجور اليومية.
وتشكو جميلة، 35 عامًا، لاجئه في مخيم الأزرق، من أوضاع أسرتها البالغ تعدادها ٤ أفراد في ظل الخوف من إصابة عائلتها الفيروس، وبينت أن اللاجئين داخل مخيم الأزرق واجهوا العديد من الصعوبات خلال الجائحة بمختلف المجالات الانسانية وفقدان العديد من وظائفهم اليومية، إضافة تردي الأوضاع الصحية جراء عدم وجود الكوادر الصحية.
وأشارت إلى أن الكثير من اللاجئين فقدوا مصادر رزقهم، الأمر الذي أدى إلى فقدان في تأمين احتياجاتهم الأساسية
وفي عام 2020، بلغ حجم تمويل خطة استجابة الأردن للأزمة السورية نحو أكثر من مليار دولار، من أصل 2.2 دولار، وبنسبة تمويل 49%.
المحلل الاقتصادي حسام عايش طالب، الدولة المانحة للازمة السورية، بضرورة الاستجابة وتقديم الدعم المادي والالتزام في بوعودهم، وقال إن كورونا كان لها تأثير كبير داخل المخيمات وخارجها، أسوةً بباقي فئات العالم، لافتاً إلى تفاقم معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية والصحية، إضافة إلى ضعف في احتياجاتهم اليومية قبل الجائحة، جراء شح المساعدات الدولية.
وبين أن اللاجئين لا يستطيعون التكيف مع التداعيات الناجمة عن جائحة كورونا، خاصة بعد فقدان الكثير من العاملين إلى أعمالهم جراء الاغلاقات وقرارات الدولي الأردنية للتصدي لجائحة كورونا.
وتوقع عايش أن يحصل الأردن على ثلاثين في المئة من خطة الاستجابة للأزمة السورية، بسبب انشغال دول العالم بالخسائر المادية الناجمة عن جائحة كورونا، لافتاً إلى ان تقليص مساعدات دول المانحين سينعكس على الأردن لمزيد من الأعباء.
وكانت الحكومة الأردنية قد أطلقت خطة استجابتها للأزمة السورية للعام 2021، بحجم متطلبات تبلغ نحو 2.4 مليار دولار، 260 مليون دولار منها للاستجابة لفيروس كورونا المستجد.
وعقد خلال الأسبوع الحالي مؤتمر بروكسل الخامس، الذي تعهدوا فيه المانحين بتقديم 6.4 مليارات دولار من المساعدات للشعب واللاجئين السوريين.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن نحو 654 ألف لاجئ، 120 الف منهم يعيشون داخل ثلاثة مخيمات، الزعتري والأزرق ومريجب الفهود (الأزرق الإماراتي).ووفقاً لإحصائيات حكومية بأن الأردن يستضيف أكثر من مليون وثلاثمئة الف لاجئ سوري
إستمع الآن