ياسر قبيلات
يرتكب البشر، أفراداً وجماعات، الكثير من الفظائع على نحو يومي، وبطرق ممنهجةٍ وعشوائيةٍ؛ وأول هذه الفظائع، وأشدّها حمقاً وخيلاء، هي اعتقاد البشر الأرعن بأنهم الجالية الوحيدة في دولة الحياة، وأنّ ممالك
لا أذكر أية رواية قرأتها، أو حكاية سمعتها، وفيها يخرج البطل الأخلاقي الكبير، والمعذَّب بالدنيا ومفارقاتها وانفصامها، من فراش بنت ليل راضياً تماماً، مقتنعاً بحكمة الحياة وعبقريتها، وأن لا شيء فيها
التقيته على باب الحانة ذات الواجهة الزجاجية، كنتُ داخلاً وكان خارجاً، فاستوقفته مرحّباً بحرارةٍ لم تترك له مجالاً إلا أن يتعرف عليّ، رغم أننا لم نلتق أبداً، ولم نتبادل الحديث مطلقاً، فالعالم على عهده
من الملاحظ أن صلة مجتمعاتنا بالثقافة الإبداعية في تدهورٍ؛ ففي الوقت الذي يجري فيه تحييد صنف الإبداع، وإزاحته من العملية الاقتصادية، إلى هامش المبادرة الفردية الضيق، يتم في المقابل تحويل بعضه إلى مهنٍ
تميّز اليسار، وقلبه الحركة الشيوعية، في العالم وفي الوطن العربي، في أفضل أحواله ومراحله، بأمرين: 1) الشجاعة الأخلاقية والعلمية العالية، التي تترفع عن الصغائر وعن الشخصنة والمواقف المسبقة والجاهزة،
اسم وسمعة رائجة لنوع محدد من العلم، واستخدام عشوائي للمفردات والمصطلحات، يجعلان كثيراً من الناس يؤمنون أن العلم مجرد. ويقصدون بالطبع أنه موضوعي وحيادي، ومنزّه عن التحيز. ولا "يعرف في الحق لومة لائم"،
ذاع صيت أدب أمريكا اللاتينية، وانتشر على نحو خاص منذ ستينيات القرن الماضي، في الوقت الذي كان فيه أغلب كتّابه يعيشون في المنافي القسرية والاختيارية، أو يعيشون تجارب مرّة قاسية في بلدانهم، التي ابتليت
لا أعرف، بالضبط، متى نشأ هذا الهوس الأدبي العربي بـ"العالمية". لكني على يقينٍ بأنه ليس ظاهرةً قديمةً، وإن كنت أفترض أن الحالات الفردية لابدّ كانت موجودة، منذ بدايات القرن ومع ظهور الكتابة العربية
توحي الجوائز الأدبية وبعض المؤسسات الناشطة في مجال الثقافة بأن الأدب في بلداننا العربية بخير، أو هي على الأقل تعطي انطباعاً بأن حال الأدب اليوم أفضل من حاله حتى الأمس القريب. ولا حاجة هنا للتذكير بأن
يتردد المرء، للوهلة الأولى، في توصيف ما حدث ويحدث في العالم العربي منذ ثلاث سنوات: أهو طفرة تاريخية تمثل مخاضاً عسيراً لميلاد ما، أم هو حلقة جديدة من حلقات الانهيار العام؛ انفجار حر للإرادة العامة أو