مشاريع سورية منزلية تضررت بفعل كورونا.. تعرف إليها!
رغم بدء عودة الحياة لطبيعتها في المملكة الا أن بعض الأعمال التي يمتهنها السوريين تضررت نتيجة اعتمادهم على التجمعات في تسويق منتجاتهم، من خلال البازارات وصالات الأفراح وغيرها.
وتوقف عمل السيدة السورية سلمى اسحق في مطبخها الإنتاجي الصغير، حيث تنتج أجبان وألبان شركسية بمساعدة أبنائها، وتعرضها في البازارات التي تنظمها منظمات دولية ومحلية، إضافة إلى الأفراح والأتراح، التي لم يصدر قرار بشأنها بعد.
وتضيف اسحق في حديث لـ "سوريون بيننا": " أصنع الحلفا التي تعتبر أحد أهم المأكولات التي توزع في المناسبات الشركسية ".
ورغم وجود عائق الحصول على ترخيص وعدم توفر رأس المال، إلا أن اسحق بدأت بالتفكير بتوسيع عملها، لتكون قادرة على توزيع منتجاتها للمولات والمحال التجارية، لتوسيع مجال بيعها والتخفيف من آثار أي أزمة قد تحصل.
وتعتمد أسر سورية لاجئة على المشاريع المنزلية الصغيرة في تأمين حياتهم المعيشية في ظل إغلاق عدد كبير من المهن على العمالة الغير أردنية، إضافة إلى السماح للاجئين السوريين بالحصول على ترخيص منزلي للمشاريع الصغيرة.
ويقول الخياط بسام فلاحة المقيم في عمان ويعمل في إعادة تدوير الأقمشة والمطرزات أنه توقف عن العمل منذ بداية جائحة كورونا بسبب توقف الحركة السياحة ومنع افتتاح الأسواق والمعارض التي كانت منفذا أساسيا لبيع منتجاتة التي تستخدم للتصدير أكثر من بيعها داخل البلد لأنها محط إعجاب لدى السياح.
ويصف فلاحة حركة السوق بعد عودة الحياة التدريجية لطبيعتها بالجمود والركود وخاصة لأصحاب المشاريع المنزلية الذين يكافحون للاعتماد على أنفسهم في ظل قلة المساعدات المقدمة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وقالت دراسة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إن ثلث اللاجئين ممن كانوا يعملون سابقا ليس لديهم عمل الآن.
وقال ممثل بعثة المفوضية في الأردن دومينيك بارتش، إن مزيدا من اللاجئين باتوا يعانون من أوضاع اقتصادية أكثر صعوبة في حين لا تستطيع المفوضية تقديم الدعم لكافة الفئات الهشة والمحتاجة.
وأضاف أن غالبية اللاجئين هم من العاملين في قطاع العمل غير المنظم، إذ كان هؤلاء رغم أنهم قريبون من خط الفقر إلا أنهم قادرون على إعالة أسرهم وتوفير احتياجاتهم ودفع تكاليف السكن، لكن هؤلاء أصبحوا الآن دون مصدر للدخل، حيث أظهر مسح سريع قامت به المفوضية ان ثلث اللاجئين فقدوا مصدر دخلهم”، معتبرا أن “هذه النسبة تشكل رقما عاليا جدا”.
إقرأ أيضاً:9.8% نسبة تمويل خطة استجابة الأردن لعام 2020
ولا يختلف حال باسمة البيطار (46عاما) المقيمة في مادبا، عن أقرانها السوريين من أصحاب الورش المنزلية، إذ بدأت بتأسيس مشروعها الخاص عام 2015 في رسم المانديلا وتصميم الأزياء الذي كان عملها الأساسي في سورية وروجت لأعمالها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والمشاركة في البازارات والمعارض، لكنها توقفت تماما عن العمل منذ بدائحة جائحة كورونا.
وتحاول البيطار الاستمرار في العمل مع لجان الدعم المجتمعي في ظل عدم قدرتها على إنتاج أعمالها الخاصة من خلال توعية الناس بأساليب الوقاية والتباعد الاجتماعي للحماية من الإصابة بفيروس كورونا
فيما ذكر التقرير الذي أعده مركز تمكين واستهدف 73 سيدة سورية وأردنية في الفترة ما بين 18 اذار و22نيسان حول وضع المشاريع المنزلية قبل وبعد جائحة كورونا أن السيدات اللائي يملكن مشاريع منزلية صغيرة توقفن عن العمل بشكل كامل خلال هذه الفترة بسبب جائحة كورونا.
وتوضح ياسمين شتي من مركز تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الانسان قالت أن إقبال المجتمع على الشراء من أصحاب المشاريع المنزلية بمختلف قطاعاتها أصبح نادرا جدا بسبب تخوفهم الشديد من إصابة العاملين أو أفراد عائلاتهم بفيروس كورونا وتوجههم الى المحال التجارية التي يرونها أكثر امانا في اتخاذ إجراءات السلامة والوقاية.
ويعيش في الأردن، نحو 657 ألف لاجئ مسجل لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بينهم أكثر من 80% تحت خط الفقر، فيما تقول إحصائيات حكومية إن مليون و300 ألف سوري يعيشون على أراضيها.
إستمع الآن