كبِر كورونا وصار جائحة، واجتاح الدول والقارات ليفترس ضحاياه، وأخذَ بطريقهِ ما أخذ، وأوقفت عجلةُ الحياة، وبدّلت أنظمتها إلى التكنولوجيا، وكانت العملية التعليمية لها الحصة الأكبر، فالمحاضرات والامتحانات أصبحت عبر الانترنت، فثمة طلبة تواجههم صعوبات في التكيُّف في التعلم عن بعد.
اللاجئ السوري محمد خلف والذي يعيش مخيم الزعتري، أطلق مبادرة "حزمة بوقت الشدة تحدِ العشرين" لتأمين الطلبة بحزم الإنترنت لمساعدتهم في تقديم الامتحانات.
ويقول خلف إن هذه المبادرة تهدف لتزويد عشرين طالبا جامعيا بحزم انترنت، ولمساعدتهم في تقديم الامتحانات والتعلم عن بعد، مضيفاً بأن هذه المبادرة كانت قبل موعد الامتحانات بأسبوع، وتمكن من تجميع المبلغ من المتبرعين الذي مكنهم من تقديم المساعدة إلى 28 طالبا ويسعَون لرفع العدد أكثر.
ويشير خلف وهو طالب في جامعة الزرقاء، إلى الصعوبات العديدة التي واجهها في آلية اختيار الطلبة رغم العدد الكبير من اللاجئين، مشيراً إلى أن اختيار الطلبة كانت للذين يدرسون على نفقتهم الخاصة ويعانون من تردي الوضع المادي لهم.
ويقول خلف في حديث خاص لسوريون بيننا: "حاولنا في هذه المبادرة دعم طلبة الجامعات في حزم انترنت بسعة 40 جيجا لكي يتمكنوا من تقديم الامتحانات من دون انقطاع للإنترنت"، مضيفاً بأن في بداية طرح المبادرة كان هناك صعوبة من قبل المتبرعين في تقبل تلك المبادرة ولكن في النهاية تمكنا في تجميع المبالغ المطلوبة.
وجاءت صعوبة بيئة التعليم عن بعد داخل مخيم الزعتري بسبب ضعف شبكة الانترنت وانقطاع الكهرباء المتكرر، إضافة إلى عدم امتلاك الطلبة حواسيب لتقديم الامتحان كانت الحواجز الأولى لديمومة واستمرار العملية التعليمية، بحسب خلف.
"بيئة التعلم في مخيم الزعتري جداً صعبة بسبب ضعف شبكة الانترنت وأغلب الطلبة لا يمتلكون حواسيب لتقديم الامتحان، والذي تسبب بضغط نفسي وتراكمات على الطالب قبل الدخول إلى الامتحان".
ويأمل محمد الاستمرار في مبادرة "تحدِ العشرين" ليصل لأكبر شريحة من طلبة الجامعات وتأمينهم بحزم الانترنت التي باتت تشكل هاجساً متزايداً على الطلبة اللاجئين، والبالغ عددهم في الجامعات الأردنية بحسب دائرة الإحصاءات في وزارة التعليم العالي نحو سبعة ألاف طالب.