بعد توقف بازارات المفوضية، هل لجأ أصحاب المهن المنزلية من اللاجئين إلى التسويق إلكترونيا؟

بازار نظمته المفوضية السامية في كانون الأول/ديسمبر 2019 (أغيد أبو زايد-عمان نت)
الرابط المختصر

مع بدء جائحة كورونا في الأردن ووقف التجمعات توقف معها عمل سلمى عبد الرحيم أسحق والتي كانت تروج لمنتجها عبر البازارات التي تنظمها المفوضية، وبدأت تروج لمنتجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال المعارف.

تعمل أسحق في إنتاج الجبنة الشركسية والتي تعلمت صناعتها من والدها قبل اللجوء إلى الأردن في عام 2012، فنقلت هذا الموروث من الجولان حيث كانت تسكن إلى الأردن ليكون مشروع تعمل به هي وأولادها.

 تقول إسحق أن مشروعها كاد أن يفشل في بداية الجائحة إلا أن الاستهلاك اليومي وطلب النساء والمعارف كان السبب في الاستمرار.

ولاقت الجبنة الشركسية إقبالا واضحا في المجتمع الاردني والجاليات الأخرى، فتعد من الاصناف الاساسية في الافراح والاتراح عند الشركس؛ لما تتميز به هذه الجبنة من اعتدالها بالملوحة والدسامة.

وتخضع منتجات اسحق لفحوصات مطابقة للمواصفات من قبل الجمعية العلمية الملكية ووزارة الصحة، كما حصلت إسحق على لقب ملكة الجبنة كأفضل وأكثر المنتجات طلباً من قبل احدى الجمعيات. 

 

جبنة شركسية

 

أما أحمد عبد العزيز كسار يعتمد على تسويق ما ينتجه من الصابون على إقامة البازارات والمعارض إلا أن الجائحة أوقفت مثل هذه الفعاليات، هذا ما انعكس سلباً عليه وعلى الجميع، وفقاً لكسار.

يقول كسار إن تجربته في التسويق الالكتروني بدأت منذ عام 2005 حيث أسس موقعا الكترونيا لتسويق ما ينتجه مصنعه في مدينة حلب السورية " صابون أيام زمان" الذي كان قائم قبل الحرب السورية.

منذ لجوء كسار الى الاردن في عام 2012 لم يعمل بصناعة الصابون بشكل دائم، لعدم وجود مصنع ثابت له، ولا بضائع جاهزة بكميات كبيرة إضافة لعدم وجود وسيلة توصيل لما ينتجه.

ويأمل كسار مع فتح بعض القطاعات بتحسين الأوضاع والعودة للعمل مرة أخرى.

 

صابون حلبي

 

فضمن خطة الاردن للوصول لصيف آمن وضعت إجراءات جديدة بدأ تنفيذها ببداية الشهر الحالي لإعادة فتح بعض القطاعات التي أغلقت بسبب الجائحة لتشمل هذه الإجراءات فتح القطاع السياحي والسماح بالتجمعات بنسب محددة، والفتح التدريجي لأغلب القطاعات.

 

فشل في التسويق

نداء حامدة ذات 34 عاماً لديها حرفة الرسم على الزجاج، توقف عملها بشكل كامل أثناء كورونا رغم ما بذلته من جهد بالتسويق والترويج لمنتجها عبر مواقع التسويق الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي.

تقول حامدة أنها شاركت في العديد من البازارات والمعارض إلا أنها لم تلقى الاهتمام المطلوب من مرتاديها، مشيرة إلى معاناتها بعدم مصداقية بعض من يطلب منها، مشيرة إلى أن الرسم على الزجاج مكلف، فهو يحتاج لمعدات وأدوات خاصة.

لجأت حامدة الى تحويل هوايتها منذ الصغر الى مشروع لتعيل به عائلتها المكونة من 4 أفراد بعد وفاة زوجها في الحرب السورية. 

 

رسم على الزجاج

 

تقول مؤسِّسة شركة جاسمين التي تعنى بتدريب اللاجئين على المشغولات اليدوية والحرفية وتسويقها لارا شاهين إن استخدام التكنولوجيا لغاية التسويق شكل نقلة نوعية لأصحاب المشاريع الصغيرة، للاجئين والسكان المحليين، كون التسويق هو النقطة الأضعف في هذه المشاريع.

وتضيف شاهين أن المؤسسة أسست موقعا الكتروني في بداية العام الحالي 2021، وهذا ما ساعد بتسويق المنتجات عالمياً والدخول لأسواق جديدة إضافة للسوق المحلي، مشيرة إلى حصول بعض المتدربين لتسويق منتجاتهم عالمياً.

وتشير شاهين إلى أن المؤسسة ومنذ تأسيسها عام 2015 دربت أكثر من ألف لاجئة على الأعمال اليدوية والحرفية، إضافة لتوظيف أكثر من 30 لاجئة في نفس المؤسسة.

وفقاً لشاهين فإن مؤسسة جاسمين مسجلة على خريطة الأردن السياحية كأحد المعالم التي يزورها الأجانب، إضافة لمشاركتها في العديد من المؤتمرات والمحافل الدولية حول عمل اللاجئين.

 

وقالت منظمة العمل الدولية في تقيمٍ لها بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة فافو النرويجية لأبحاث العمل والدراسات الاجتماعية، في عام 2020، إن الأزمة تركت اثراً بالغاً على المنشآت الصغيرة جداً والمشاريع المنزلية. فالكثير منها يفتقد أي احتياطات نقدية، وموارد وأصول مالية، ولا يستطيع الحصول على قروض لمواجهة الأزمة.