التذبذب في الاستيراد والتصدير السوري يؤثر على الأسواق الأردنية
يربط الأردن وسوريا اتفاقيات تجارية أبرمت منذ عام 2001، وبموجبها تم إعفاء البضائع التجارية المتبادلة بين البلدين من الجمارك بالإضافة إلى إقامة منطقة تجارية حرة على الحدود الفاصلة بينهما.
ونتيجة الأحداث السياسية في سوريا، شهد استيراد البضائع السورية والأجنبية من سوريا عبر موانئها التجارية إلى الأردن تراجعا كبيرا.
وقال نقيب أصحاب الملابس والأقمشة مروان القادري ، أن غالبية الملابس القادمة من سورية إلى الأردن هي ملابس الأطفال حاليا، وجزء بسيط من الملابس التي تتعلق بالمحجبات كالإشاربات، أما بالنسبة للألبسة الرجالية فهي قليلة.
وأضاف أن القطنيات كانت تصل من مدينتي حلب وحمص، وبسبب الأوضاع السياسية في المدينتين أصبح من الصعب تصديرها.
وأشار إلى المشاكل التي يعاني منها التجار في الأردن عند استيراد البضائع السورية، والمتمحورة حول تأخيرها، حيث تحتاج إلى شهر بينما كانت تصل في السابق خلال أسبوع.
وأكد رئيس غرفة تجارة الرمثا عبد السلام الذيابات أن نسبة حركة العبور بين المملكة وسورية شبه معدومة ومقطوعة، ولاتصل إلى 1% بشكل إجمالي، وأن عدد الشاحنات كل يوم لايتجاوز 15 شاحنة على الحدود السورية الأردنية مقارنة مع السنوات السابقة، حيث كانت تصل إلى 500 شاحنة.
وأضاف الذيابات أنه في ظل عدم قدرة الأردن على الاستيراد من سورية بسبب الاضطرابات الأمنية على جابر، اضطر التجار الأردنيون للبحث عن أسواق بديلة كالأسواق الخليجية ومنها السعودية والإماراتية وكذلك الصين.
كما نوه الذيابات إلى وجود مشكلات عدم توفر أسواق بديلة عن سورية للصادرات الأردنية، مما اضطر التجار لتصدير منتجاتهم عبر ميناء العقبة، وتحمل تكاليف نقل البضائع وشحنها، ومضاعفة رسوم العبور والتأمين أكثر من كلفة التصدير برا.
وبين مساعد أمين عام وزارة الزراعة للتسويق والمعلومات صلاح الطراونة، أن صادرات الخضار والفواكه ارتفعت من 341 مليون دينار العام الماضي إلى 410 مليون دينار عام هذا العام وبنسبة زيادة 20%.
وأشار الطراونة إلى أن الأردن لم يتوقف عن استيراد الخضراوات والفواكه من سوريا، حيث يتم استيراد التفاح والبصل والبطاطا والأجاص، مضيفا أن كمية الصادرات من الخضار والفواكه في العام الحالي وصلت لـ 707.6 آلاف طن، وشكل الخضار منها 595.7 آلاف طن وبنسبة 84.2%، والفواكه 111.9 آلاف طن وبنسبة 15.8 % من إجمالي الكميات المصدرة، وأن مجمل المستوردات من سورية بلغ7520 طن.
وقال الطراونة أن الصادرات الزراعية والغذائية شكلت نسبة 20.44 % من اجمالي الصادرات الوطنية خلال عام 2014، وأن أكثر المنتجات تصديرا هي البندورة والخيار والباذنجان والخس، ومن بعدها البطيخ والشمام والحمضيات بنسبة 7.5% من إجمالي الكميات المصدرة.
وأشار نقيب تجار ومصدري الخضار والفواكه أحمد ياسين إلى أن الاردن كان يستورد البطاطا والبصل من سورية في السابق لحين منع استيرادها من سورية، بسبب نقصها في الأسواق المحلية هناك.
وعلق أحد تجار الملابس والأقمشة في وسط البلد أن أصحاب المحال يفتقدون إلى البضائع السورية في الأسواق الأردنية، مثل القطنيات، حيث يتعذر توفيرها بصورة مستمرة لتأخر وصول البضائع عن طريق الحدود، مؤكدا أن التاجر الأردني يفضل البضائع السورية لما تمتاز به من جودة وأسعار مناسبة.
وتحدث رئيس الجمعية الأردنية لمنتجي ومصدري الخضار والفواكه، زهير جويحان لـ"سوريون بيننا" عن حجم الصادرات والواردات في العامين السابقين موضحا أن حجم الصادرات السورية من الخضروات مثل باذنجان والبندورة والبصل بلغ العام الماضي حوالي 87000 طنا، بينما انخفض بصورة كبيرة هذا العام ليبلغ 40000 طنا.
وبالنسبة للصادرات من الفواكه فقد بلغت 1600طنا العام الماضي، وكان أكثرها من البطيخ والشمام، فيما ارتفعت هذا العام لتصل إلى 4000.
أما بالنسبة لاستيراد الخضار كالبصل والبطاطا والجزر والشمندر واللفت، فقد بلغ في العام الماضي حوالي 23500 طنا فيما ارتفع هذا العام ارتفاعا طفيفا ليصل إلى 27000 طنا.
كما بلغ حجم استيراد الفواكه من اجاص وبرتقال وتفاح وعنب ولوز أخضر وليمون، 58000 طنا في 2013، لينخفض هذا العام حتى نهاية الشهر الماضي ويقارب الـ 48000 طنا.
لطالما كانت سورية عصبا أساسيا لحركة البضائع الواردة للأردن من تركيا وأوروبا، عن طريق حدودها البرية، إلا أن الأزمة ساعدت في تحويل البضائع المستوردة من تركيا وأوروبا إلى الأردن عن طريق ميناء العقبة.
إستمع الآن