في عصر الإبتكار والتكنولوجيا، برز مشروع شبابي جديد  بإسم "city Arabic”  على منصة إنستغرام الذي يهدف إلى تعزيز مهارات الريادة والأعمال في المجتمع، من خلال مجموعة من الشباب الذين إتحدوا لتكوين هذا المحتوى الجذاب ،يجمع هذا المشروع بين عناصر ريادة الأعمال والتسويق، حيث يتيح للشباب الفرصة لتطوير أفكارهم التجارية وتعلم إستراتيجيات التسويق الفعالة. 

كما يتضمن المشروع قسمًا خاصًا يسلط الضوء على الأمثال الشعبية التي تعكس العادات والتقاليد العربية وقسم أيضًا للتراث مما يعزز الهوية الثقافية لدى الآخرين ،كما يُعنى بإنشاء محتوى جذاب يعكس تجارب الشباب وطموحاتهم، مما يجعل هذا المشروع منصة متكاملة تدعم الإبداع والابتكار في عالم الأعمال.

وحسب الإحصائيات في الأردن، يُقدّر أن حوالي 80% من الشباب يستخدمون وسائل التواصل الإجتماعي ، حيث تزداد شعبية هذه المنصات بين الفئات العمرية الأصغر، مما يعكس تأثيرها الكبير على التواصل والتفاعل الإجتماعي في البلاد.

"التراث"

 قالت بشرى رحاحلة طالبة في مجال التخطيط وإدارة المشاريع تبلغ من العمر 21 عاما "منذ حوالي عامين اكتشفت شغفي في صناعة المحتوى وبدأت رحلتي في هذا المجال من خلال إنشائي لبعض الفيديوهات على صفحتي الخاصة لكنني كُنت أبحث عن التميز أكثر وإيصال رسالتي إلى شريحة أكبر من المتابعين  ، ومن ثم تعرفت على عدد من الشباب المهتمين في مجالات ذات صلة  التي تدعم أفكاري في إنشاء المحتوى الرقمي من خلال ملتقيات الطلبة والأنشطة في الحرم الجامعي،وقررنا آنذاك  إنشاء هذه المساحة ليعبر كلاً منا عن موهبته من خلالها ،وحصلنا في البداية على نتائج مرضية عند أنشأنا تلك المساحة على تطبيق " إنستغرام" اخترنا لها اسم " city arabic" لتكون كما المدينة تحتوي عدد من الهويات تحت سقف واحد " ويكن كل شخص منا سفير لرسالة ذات أهمية وقيمة.

أما عن الرسالة التي اختصت الرحاحلة بتقديمها كانت محتوى تراثي نبع من وجودها في مدينة الحضارة والتاريخ مدينة " السلط" التي حفزت رغبتها في نقل معالمها وتفاصيلها متأملة بأن تتوسع تلك الرقعة للحديث عن كل مناطق الأردن وتفاصيلها المميزة لإيمانها الشديد بأن الأردن بقعة من الحضارة والتاريخ التي يجب أن نتحدث عن قصصها وملامحها ونشجع على زيارة كُل ركن منها ، وتختم الرحاحلة  حديثها برسالة أقرانها بأن السعي للحلم يمكن أن يصبح حقيقة حال البدأ فيه وأن لا تبقى أفكار الشباب قيد الفكرة فقط إنما هي رسائل يميزنا الله بها لخدمة مجتمعنا وأوطاننا.

"إنشاء المحتوى"

وفي صعيد إنشاء المحتوى الرقمي قال الشاب داوود حجازي الذي يبلغ من العمر 22 عام حاصل على البكالوريوس في نظم المعلومات الإدارية ،أنه يمتلك هواية تصوير الذي تمكن  إلى تحويلها لعمل خاص تتمثل بمجال صناعة المحتوى والفيديوهات على وسائل التواصل الإجتماعي ،وأستطاع من خلال هذه المهارات خدمة الصفحة التي انشائها مع زملائه بكونه المسؤول عن وحدة السوشيال ميديا وتصوير الفيديوهات وتحريرها فيما يتعلق بعرض الأماكن السياحية والتاريخية وانشاء فيديوهات للأمثال الشعبية والتسويق والريادة وتسليط الضوء عليها وبناء هوية بصرية تجعل من هذه المساحة حيزًا مميز ، ويضيف الحجازي أن العمل مع فريق كان يساعد في الظهور بمحتوى متنوع ومتعدد وجهات النظر قادر على مواكبة الكم الهائل من تدفق المعلومات على مواقع التواصل والتميز في عرض المحتوى بطريقة ابداعية نظرا لتوزيع المهام بينهم كلا حسب اختصاصه .

"الريادة والأمثال الشعبية"

 تميزت الشابة ندى الحاج ذات ٢٣ عاما و الحاصلة على البكالوريوس في نظم المعلومات الادارية بإنشاء محتوى يتعلق بالأمثال الشعبية العربية وريادة الأعمال ، وقالت " city Arabic" كانت بمثابة حلم لها ليكن لها بصمة خاصة داخل المجتمع مما تمتلكه من مهارات ، إختارت الحاج الأمثال الشعبية لأنه من الواجب على الشباب اليوم معرفة مرجعية تلك الأقاويل المتداولة بيننا وقدمت سلسلة من الأمثال العربية على شكل قصة خفيفة تدعم السردية بمحتوى رقمي تعليمي تتحدث عن قصته وأصله والاستخدام الصحيح له ، أما عن الجانب الريادي اتجهت الحاج إلى عرض أفكارها الريادية فيما يتعلق بالمشاريع وخطوات بنائها لمشاركتها مع الشباب نظرا لما يعانيه المجتمع من البطالة وركود في سوق العمل الأردني واحتكاره على بعض التخصصات دون غيرها لتفتح لهم الأفق للتفكير خارج الصندوق وبدأ مشاريعهم الخاصة ، وتختم الحاج بنصيحة لصناع المحتوى أن يكونوا نوعيين في نقل أفكارهم وأن يكون المحتوى هادفا بعيدا عما نجده اليوم من إنحدار في إنتقاء المواضيع وطريقة عرضها .

التسويق

من جهة أخرى أوضح الشاب محمد الجنيني حاصل على البكالوريوس في التسويق وهو أحد أعضاء فريق "city Arabic"  أن فكرة المشروع بدأت من فكرة القدرة على متابعة مكان واحد يحتوي على عدد من المعلومات القيمة ويستطيع تقديم وجبة ثقافية بوقت قصير ومعلومة موجزة ، حيث كان المحتوى ينقسم إلى محتوى تراثي ، محتوى تسويقي، محتوى عن صناعة المحتوى ، ومحتوى عن ريادة الأعمال، اختص الجنيني في المحتوى التسويقي الذي يساعد الشباب في التعرف على إستراتيجيات التسويق التي تساعد الشباب المقبل على زيادة دخله من خلال المنصات الرقمية إلى أخذ أهم المعلومات عن هذا المجال ، أما عن العقبات التي تواجه الفريق تمثلت بمحدودية الموارد والمكان الخاص لتصوير بعض الأعمال لكنه لا يقف عثرة أمام أفكارهم ورغباتهم بالتقدم والاستمرار .