“الأسمر” مقهى في مخيم الزعتري –صوت

“الأسمر” مقهى في مخيم الزعتري –صوت
الرابط المختصر

رأفت الغانم - سوريون بيننا

مع وجود الظروف المعيشية الصعبة في مخيم الزعتري، وأوقات الفراغ الطويلة أفتتح لاجئون سوريون مقهى داخل المخيم يقدم المشروبات الساخنة والبادرة بالإضافة للنرجيلة، سعياً للترفيه وكسب الرزق على حد سواء، المقهى يحتوي على شاشة كبيرة لعرض القنوات الإخبارية والقنوات السورية الداعمة للثورة وهو ما جعل زواره يواظبون على ارتياده حيث لا تتوفر أجهزة التلفاز للعديد من اللاجئين.

ولربما يفتتح مقهى الأسمر أبوابه أكثر من المقاهي خارج المخيم إذ أن زبائنه عاطلون عن العمل في معظمهم بحسب عبد الحميد أحد العاملين في المقهى “اللاجئين ما عندهم شغل ودائما في زباين لهيك بنفتح ما يقارب 24 ساعة”.

في النهار يضج المقهى بزوار المخيم القادميين من خارج المخيم لزيارة أقربائهم إضافة للاجئين في المخيم أما في الليل يرتاده اللاجئون فقط.

كما يتعامل المقهى بالعملتين الليرة السورية والدينار الأردني، وغالباً ما يدفع الزوار بالعملة الأردنية على العكس من اللاجئيين الذي أحضروا معهم بعض المبالغ المالية.

ولا يكتفي زوار المقهى باحتساء المشروبات وتدخين النرجيلة، حيث يتم تداول آخر الأخبار ومناقشتها في المقهى، عبدالله العزازمة زائر من خارج المخيم اعتاد شرب القهوة في المقهى كلما أتى لزيارة أقاربه ويسعد باللحظات التي يقضيها مع أقاربه من اللاجئين في المقهى ” بجي لحتى أتسلى بالنقاش مع صحابنا وحبايبننا”.

بحث آخر مستجدات الساحة السورية في المقهى لا يروق للاجئ أيمن الحمامي فالنقاش يفتح جروح لذا “بجي بشرب كاسة شاي أو قهوة وبطلع لا بناقش حدى ولا حدا بيناقشني”.

المقهى ليس حكراً على الرجال، بل ترتاده النسوة أيضاً كما توضح اللاجئة أم عبد الله مالكة المقهى فهي افتتحت المقهى لكل اللاجئين، وتعتبر أم عبد الله المقهى مشروعها الصغير الذي تأمل أن تنقله لبلادها عند العودة.

ويؤكد أحد العاملين في المقهى أن اللاجئين يرتادون المقهى بشكل متكرر ولم يحدث أن حصل شجار داخل المقهى ف”الزباين كلهم محترمين “.

للاجئ معاذ الأحمر وجهة نظر أخرى حول المقهى فهو يخشى أن يكون مصير اللاجئ السوري البقاء في المخيمات وأن يعتاد السوريون هذه الحياة ويقول بحرقة “آني أنصدمت قهوة والناس عايشة حياتها الطبيعية، احنا نخاف أنو الناس قاعدة تأسس لقدام نسيوا أنو فيه ثورة”.

وتعتبر أسعار المشروبات في المقهى رمزية وهو ما يجعل من اللاجئين زبائن دائمين في المقهى، بالإضافة للزوار من خارج المقهى والذين اعتادوا رؤية الشباب من أقاربهم في المقهى.

كما يشكل المقهى وسيلة للترفيه للحاصلين على عمل في مخيم الزعتري، سواء كان العمل في التعليم أو النظافة، أو لدى المنظمات العاملة في المخيم.

بينما يتعاقب الليل والنهار على اللاجئ السوري ببطء شديد يبقى المقهى ملاذاً للترفيه ينسى معه الزائر للحظات خيمته ويصبح زبوناً في مقهى.

تقرير خاص ببرنامج “سوريون بيننا”