معاملات طويلة تعرقل أعمال المستثمرين السوريين في الأردن

معاملات طويلة تعرقل أعمال المستثمرين السوريين في الأردن
الرابط المختصر

أدى تدهور الوضع الاقتصادي في سورية بالتزامن مع دخول أطراف مسلحة واشتباكات في العديد من المناطق الصناعية، إلى نقل معظم المستثمرين ورجال الأعمال هناك استثماراتهم والكتلة النقدية خاصتهم إلى الخارج.
وبلغ عدد الشركات السورية المسجلة لدى دائرة مراقبة الشركات خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي 441 شركة، وفق ما أفاد به المراقب العام بالدائرة برهان عكروش.
وقال أحد المستثمرين السوريين في القطاع الصناعي والذي فضل عدم ذكر اسمه أن الحكومة الأردنية تعاونت وقدمت التسهيلات اللازمة في بداية الأمر، إلا أنه أشار إلىى وجود صعوبات يواجهها المستثمر حاليا في نقل رأس ماله إلى المملكة.
وبين عكروش أن حجم الاستثمارات السورية المستفيدة من قانون الاستثمار يبلغ 24.5 مليون دينار أردني في مختلف القطاعات، لتسجل استقرارا عند نفس المستويات مقارنة مع العام الماضي.
وأضاف أن مراقبة الشركات سجلت حوالي 6 آلاف شركة في مختلف القطاعات، برؤوس أموال قاربت 145 مليون منذ بداية العام الحالي.
وأوضح عكروش لـ"سوريون بيننا" أن اختيار المستثمرين السوريين للأردن يعود إلى عوامل عدة، أبرزها الرابط التاريخي القديم والجغرافي ما بين البلدين، وكذلك الامتيازات والتسهيلات التي منحتها الحكومة للمستثمرالسوري.

فيما تحدث التاجر السوري عبد الرحمن الذي استثمر أمواله في قطاع الزراعة، عن الصعوبات التي يواجهها المستثمر السوري في الأردن حاليا، موضحا أنها تتركز بتدقيق المعاملات، وإنجازها بوقت طويل جدا.
كما يواجه المستثمر السوري عبد المؤمن مشكلات في الحصول على تصريح لفتح محل صياغة، حيث قام بتقديم طلب للحصول على تصريح منذ بداية العام الجاري، ولم يحصل عليه حتى الآن، ويضيف على ذلك مواجهته لصعوبات في سفر عائلة المستثمر، وكذلك فتح حساب في البنوك سواء كان باسمه أو باسم أحد أفراد عائلته.
ويشير عبد المؤمن إلى عقبات صغيرة قد تواجه المقسمسن والمستثمرين السوريين، من شأنها أن تؤخر أعمالهم وسير حياتهم، حيث يلتزم بتجديد أوراق إقامة سيارته في المملكة كل ثلاثة شهور، إلا أن الإجراءات الطويلة في عملية تجديدها تتسبب بتضييع الوقت والجهد عليهم، مقترحا تمديد مدة الإقامة إلى عام واحد بدلا من ثلاثة أشهر.
وأكد عكروش أن استثمارات رجال الأعمال السوريين انعكست بشكل إيجابي على الاقتصاد الأردني، موضحا أنها تساهم في نمو الاقتصاد وخلق المنافسة الإيجابية.
وأكد مدير غرفة صناعة الأردن الدكتور ماهر محروق أن الاستثمارات السورية في الأردن أغلبها تتركز في قطاع الصناعة.
ويرى الخبيرالاقتصادي حسام عايش أن الاستثمارات السورية تسهم بإحداث نقلة نوعية للصناعة الوطنية، وتعمل على تطوير الإنتاج وتحسين الجودة.
ورغم وجود مشكلات حقيقية قد يعاني منها المستثمرون السوريون في الأردن، إلا أنهم يفضلون عدم الخوض في جدال حولها، خوفا على عائلاتهم واستثماراتهم.