الدرّاج الأردني عبدالله يوسف “السبع” شغف الدراجات النارية يتحول إلى مسيرة مهنية ناجحة

الرابط المختصر

في عالم الرياضة، حيث التحديات لا تنتهي، يبرز اسم عبدالله يوسف، المعروف بلقب "السبع"، كبطل أردني في رياضة الدراجات النارية، قصة عبدالله ليست فقط عن الانتصارات والميداليات، بل عن الإصرار والتحدي.

البداية: من الشغف إلى الاحتراف

ولد عبدالله يوسف في عمان عام 1992، وبدأ شغفه بالرياضة منذ الصغر، في عمر الحادي عشر كانت الدراجات النارية هوايته الأولى، وكان عبدالله مفتوناً بالدراجات النارية التي كان يشاهدها وهي تجوب شوارع الحي، لم يكن يملك واحدة، فقد كانت ممنوعة قانونياً في الأردن في ذلك الوقت، بالإضافة إلى خوف عائلته الشديد عليه من قيادتها بسبب خطورتها، لكن هذا لم يمنعه من استكشاف شغفه، كان عبدالله يستعير دراجات أصدقائه النارية ويجوب بها شوارع الحي، مستمتعاً بسرعة الحركة ومتعة التحكم بالدراجة.

ويقول عبدالله لـ"عمان نت"، لم يكن امتلاك دراجة نارية أمراً سهلاً في ذلك الوقت، خاصة مع الوضع القانوني في الأردن الذي يمنع استخدامها، فضلاً عن مخاوف الأهل،مشيرًا إلى أن هذا الواقع جعله يدرك أن عليه البحث عن طريق آخر لتحقيق شغفه، كان يقود الدراجة بحذر شديد حتى لا يلفت الأنظار، لكنه كان يشعر بحرية عارمة مع كل مرة يركب فيها على متن تلك الدراجات المستعارة.

ظل عبدالله مخلصاً لهوايته حتى بلغ العشرين من عمره، عندما قرر أن يأخذ شغفه إلى مستوى جديد، بدأ العمل في مجال الدراجات النارية، حيث التحق بإحدى الشركات المحلية المتخصصة في صيانة الدراجات وبيعها، وتعلم هناك أساسيات الميكانيكا والإصلاح، وتعمق في تفاصيل عمل المحركات، ما جعله مرجعاً موثوقاً لعشاق الدراجات في منطقته.

 

أولى خطوات النجاح

كانت بداية عبدالله مع البطولات في عام 2014، عندما شارك لأول مرة في بطولة الأردن للـ"أندورو"، وهي واحدة من أكثر سباقات الدراجات النارية تحدياً، تمكن "السبع" من خطف الأنظار بتحقيقه المركز الأول في مشاركته الأولى، وهو إنجاز استثنائي فتح له أبواباً جديدة للمنافسة على مستويات أعلى.

بعد نجاحه المحلي، انتقل عبدالله إلى المشاركة في سباقات KTM بين عامي 2016 و2018، حيث أثبت نفسه كواحد من أبرز المتسابقين على الساحة، خلال تلك الفترة، شارك في 12 سباقاً وفاز بـ11 منها، مسطراً بذلك رقماً قياسياً يصعب تحقيقه.

لم تقتصر مشاركاته على الأردن فقط؛ بل تألق أيضاً في بطولات محلية ودولية وعالمية ، حيث أثبت جدارته في منافسة أبطال من مختلف أنحاء العالم.

في حين حقق “السبع” المركز “الرابع” في بطولة العالم للدراجات النارية (فيم) باها 2022 بعد حصوله على المركز الثالث في الجولة الأخيرة من كأس العالم لراليات الباها المدرجة ضمن روزنامة الاتحاد الدولي للسيارات والاتحاد الدولي للدارجات النارية، والتي احتضنتها دبي على مدى ثلاثة أيام شهدت منافسات محتدمة .

وانتقل عبدالله إلى الإمارات عام 2023كمحطة جديدة في حياته المهنية، مستفيداً من البيئة الرياضية المتقدمة والبنية التحتية الداعمة لرياضة الدراجات النارية، و يقول عبدالله عن انتقاله:

"الإمارات من الدول الرائدة في مجال رياضة الدراجات النارية، والعمل هنا يفتح لي آفاقاً جديدة للتطور والابتكار، أردت أن أكون في مكان يمكنني فيه أن أجمع بين شغفي وخبرتي لخدمة عشاق هذه الرياضة".

ورغم نجاحه المهني في الإمارات، لا يزال عبدالله يحمل حلم العودة إلى الأردن لافتتاح أكاديمية لتدريب الناشئين على رياضة الدراجات النارية.

وقال عبدالله لـ"عمان نت "، إن الإمارات وفرت لي فرصاً رائعة للتطور، لكنني دائماً أفكر في كيفية رد الجميل لوطني،و أطمح لأن أنقل كل ما تعلمته هنا إلى الشباب الأردنيين الذين يشاركونني نفس الشغف  في افتتاح أكاديمية محلية تُعنى بتدريب الناشئين على رياضة الدراجات النارية.

وبيّن "السبع " أن هدفه الأساسي هو تطوير هذه الرياضة في الأردن وإتاحة الفرصة للمواهب الشابة لتحقيق أحلامهم في هذا المجال.

وفي الحديث عن الداعم الأول من عائلته له أكد عبدالله يوسف، أن والدته كانت السند الأول له في رحلته لتحقيق أحلامه في عالم الدراجات النارية.

وأوضح أن دعم والدته شكّل الأساس الذي ارتكز عليه منذ بداياته، حيث كانت الموجه والقدوة التي ساعدته على تجاوز التحديات وصنع النجاح. 

 

 

 

 

وفي الضوء على تطور رياضة الدراجات النارية في الأردن، أكد مدرب رياضة الدراجات الجبلية، محمود قورشة لـ"عمان نت "، أن استخدام الدراجات النارية كان محظورًا في الأردن لـ 28 عامًا، وذلك نتيجة قرارات سياسية وظروف أمنية.

وأوضح قورشة أن الحظر الذي فرض في العقود الماضية جاء بسبب مخاوف أمنية ، فضلًا عن غياب التوعية المجتمعية بمخاطر استخدامها.

وبحسب قورشة، بدأت الحكومة الأردنية في عام 2009 بالسماح باستخدام الدراجات النارية، ولكن ضمن شروط صارمة شملت موافقات أمنية ورسومًا مرتفعة.

وأضاف أن هذه الرياضة بقيت حكرًا على فئات محدودة من المجتمع بسبب ارتفاع أسعار الدراجات وتعقيد الشروط المتعلقة باقتنائها.

وأشار إلى أن تغييرات جوهرية طرأت بعد عام 2020، حيث بدأت الشركات بتوفير دراجات نارية بأسعار معقولة، مما أتاح لفئات أكبر من المجتمع الانضمام إلى عالم الدراجات النارية، وساهم في تعزيز شعبيتها محليًا.

وفي إطار سعيه لتغيير النظرة السائدة تجاه هذه الرياضة، يعمل قورشة على تعزيز وعي المجتمع بجمال وفوائد قيادة الدراجات النارية، مشيرًا إلى أنها تقدم مزايا نفسية وبدنية وتتيح للشباب فرصة المنافسة الشريفة وتعلم مهارات جديدة، إلى جانب بناء شخصيات قيادية.

وقال قورشة: "رياضة الدراجات النارية ليست مجرد قيادة، بل هي رياضة ممتعة تحمل في طياتها تحديات وشغفًا، ومن خلال أكاديميتي الخاصة وبرامجي التدريبية، أعمل على تدريب الشباب بطرق احترافية تُقلل من المخاطر وتعزز الالتزام بمعايير السلامة مثل ارتداء الملابس الواقية واحترام القوانين".

وأوضح قورشة أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا مهمًا في نشر ثقافة رياضة الدراجات النارية وزيادة الوعي المجتمعي بشأنها، مؤكدًا أن هذه الرياضة تحظى بشعبية عالمية وتشهد تنظيم مسابقات دولية.

 

دعوة لدعم حكومي لرياضة الدراجات النارية

وفي ختام حديثه، دعا قورشة الحكومة الأردنية ووزارة الشباب والرياضة إلى دعم هذه الرياضة وتسهيل الإجراءات الخاصة بممارستها، بما في ذلك تنظيم مسابقات محلية، تخفيف الأعباء المالية، وتوفير التسهيلات التي من شأنها أن تسهم في تطوير هذا المجال الرياضي وتوسيع قاعدته في المملكة.