في محافظة المفرق شمال الأردن، يحتضن أحد المطاعم نحو 12 عامل من الأردنيين والسوريين، يتشاركون العمل وصعوبة الحياة، يتبادلون المهارات فيما بينهم، كما أصبحت تشترك بينهم العديد من الأهداف والعادات والحكايات.
عمر عامل في هذا المطعم منذ عام 2013، واليوم يبلغ من العمر السابعة والعشرين؛ مضت سنوات وهو ينتظر تحقق أمل العودة إلى بلاده، ويقول "اصبحت في العشرين وأنا ما زلت أنتظر، واليوم أجد نفسي جزء لا يتجزأ من هذا المكان بين زملائي ومن تعرفت عليهم طوال فترة عملي."
ويعمل عمر في المطعم منذ نحو ثمانية أعوام، حيث استصدر تصريح عمل، ومسجل لدى الضمان الاجتماعي.
المطعم الذي يعمل به عمر ليس المنشأة الاقتصادية الوحيدة التي تجمع الأردنيين والسوريين، ولكنه خلال عمله في المطعم حقق دخلاً لعائلته واستطاع أن يبني قاعدة اجتماعية كبيرة بين التجار وأفراد المجتمع المحلي، الذي ساعده على خلق حاله من الاندماج وخاصة أثناء عمله ككابتن صالة في المطعم؛ وفق حديثه لـ"عمان نت."
ويكمل "أن بعد مرور تسعة سنوات على عملي اليوم أعمل كشيف للمأكولات البحرية والمناسف العربية، تمكنت من اكتساب مهارات متعددة وأصبحت على ثقافة واسعة بالعادات الأردنية التي دائماً أقول "انها قريبة جداً من العادات السورية" إلى أن اصبحت أنتمي بشكل حقيقي لهذا المكان.
ويرى صاحب المطعم محمد السرحان، أردني الجنسية، أن "العمل مع السوريين والأردنيين كان له أثر إيجابي في تقليص الفجوة بين المجتمع الأردني والسوري وأصبح هناك معرفة جيدة بينهم من حيث أسلوب الحياة والعادات والتقاليد وتقبل الآخر بعاداته وأسلوب حياته".
ويضيف السرحان في حديث لـ "عمان نت" أن عمل السوريين لديه أضاف لمطعمه أصنافا جديدة، حيث أصبح يقدم "سناكات شاورما" وغيرها من المأكولات السورية، بعد أن كان مقتصرا على مأكولات يمنية.
ويعيش في الأردن نحو 666 ألف سوري مسجلا لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بينهم ما يقارب 128 ألفا داخل المخيمات، فيما تقول إحصائيات حكومية إن نحو مليون و300 ألف سوري يعيشون في المملكة.
تصاريح العمل
في حديث مع رئيس اتحاد نقابات العمال مازن المعايطة حول القطاعات التي تم السماح لعمالة السورية العمل بها مؤخراً، قال" أن الهدف الأساسي من التصاريح المرنة وفتح القطاعات أمام العمالة السورية باستثناء المهن المغلقة، زيادة فرص تأهيل العمالة السورية والأردنية، وتوحيد الامتيازات وذلك لتوفير العمل اللائق للعامل السوري كالأردني، وبالتالي يمكن ان يعكس ذلك على ارتفاع مستوى المهارات وتحفيز العمالة الأردنية اتجاه المهن"
بيئة ايجابية للسوريين
الخبير الاقتصادي والاجتماعي، حسام عايش، يقول إن الأردن وفر مساحة إيجابية للوجود السوري، ومن مظاهر هذه الإيجابية توفر فرص العمل الذي تم الاتفاق عليه في مؤتمر لندن، رغم تراجع الدعم الدولي الذي تم الاتفاق عليه، ولكن الوجود السوري أصبح مألوفا وأصبج جزء من النسيج العام.
ويشير عايش في حديث لـ "عمان نت" إلى أن التسهيلات التي تم منحها في تصاريح العمل شكلت أرضية للتداخل المهني والمهاراتي والمعرفي بين السوريين والمجتمع الاردني"
وبلغت تصاريح العمل الصادرة للذكور 204614 تصريح عمل بنسبة 95% مقابل 11054 تصريح عمل للإناث وبنسبة 5% منذ بدء منح تصاريح عمل للسوريين مطلع العام 2016.