ما ان هل شهر رمضان حتى بدأ مخيم الزعتري بخلع عباءته التقليدية ليتزين بأبهى صوره فترى الفوانيس والاضواء قد رصفت في كل شارع وأصحاب المحال يحاولون استرجاع عاداتهم السورية.
عبد الرزاق اللباد لاجئ سوري يقيم في مخيم الزعتري منذ 2013 ويعمل ميسر دعم نفسي لدى اليونيسف يقول " اسعى جاهدا لاغتنام أي فرصة في ادخال الفرح والسرور في قلوب الكبار وخاصة الأطفال الذين يفتقدون لهذه الطقوس ويفرحون في المشاركة بصنعها "
من داخل كرفانته في مخيم الزعتري ينهمك اللباد في أعادة تشكيل قطع من الكرتون ليصنع منها مجسمات هندسية تتوافق مع جميع المناسبات، اذ يقول " مبدا هذه الفوانيس يقوم على إعادة تدوير الكرتون والفلين وجلب أفكار من مخيلتي ومن الانترنت فهذه المجسمات أداة لإيصال الفكرة عبر رسالة للمجتمع "
لا ينحصر عمل اللباد على الفوانيس فقط، إذ يعمل على صنع مجسمات لكافة المناسبات كمجسم المسجد الأقصى بمناسبة الاسراء والمعراج ومجسم القبة الخضراء بمناسبة المولد النبوي وصناديق الهدايا لمناسبات عيد المعلم وعيد الأم وغيرها من المناسبات.
العقبات أمام الفكرة
عن الصعوبات التي يواجهها، يقول اللباد "المواد التي استخدمها هي في نظر الناس مواد ملوثة للبيئة، إلا أنني بفضل الله وبحسب إمكانياتي استطعت تحويل ما يعتبرونه ملوثا للبيئة إلى زينة يزين بها الناس منازلهم ومكاتبهم”.
ومع ثقل جائحة كورونا وسأم الفراغ اتجه اللباد لاستعادة هوايته التي كان يمارسها سابقا بدافع كسر الملل واستغلال وقت الفراغ للاستمتاع بممارسة موهبته في صناعة المجسمات من الواح الكرتون والورق
(إبراهيم المحمد) لاجئ سوري يعيش في مخيم الزعتري وهو أحد جيران (عبد الرزاق) يقول لسوريون بيننا " كان دايما يلفت نظري تميز عبد الرزاق وهو يصنع من الكرتون اشكال سواء فوانيس رمضان او غيرها، كمان كان يجمع الأطفال بالمخيم ويصنع معهم من أعواد البوظة مجسمات وبيوت وأفكار لطيفة، وبرأي الرسالة الأكبر من هي الاعمال رغم بساطتها ان الانسان قادر مهما كانت ظروفه صعبة ان يزرع الفرح ويرسم بسمة على وجوه سكان المخيم بأبسط الأدوات "
ويطمح عبد الرزاق اللباد الى ان يتم تبني هذه الفكرة بتمويل من قبل المؤسسات الرسمية او القطاع الخاص، بما يساهم في تحويله لمشروع محلي لتلبية احتياجات السوق من هذه المواد وتدريب الشباب على هذه الحرفة التي من الممكن ان تكون مصدر اساسيا للرزق لعائلات طحنتها الحرب وظروف اللجوء.