كيف كانت طقوس العيد في مخيم الزعتري في ظل فيروس كورونا؟
حل عيد الفطر هذه السنة بشكل مختلف عن أعياد الأعوام الماضية، بعد القرار الحكومي بفرض حظر شامل أول أيامه، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار جائحة كورونا، إذ تأثرت طقوس العيد في مخيم الزعتري للاجئين السوريين كغيره من مناطق الأردن بشكل غير معتاد، حيث ساد الهدوء شوارع وأسواق المخيم بعد أن كانت تشهد حركة كبيرة، خاصة أول أيام العيد.
وتقول فاطمة الديري التي تقيم في المخيم، إن فرحة العيد تكون في أول يوم، خاصة مع سماع التكبيرات، وخروج الأطفال بملابس جديدة واللعب في الساحات والأماكن العامة، إضافة إلى استقبال الأقارب من داخل وخارج المخيم.
وتضيف الديري "لم نفرح اليوم بقضاء العيد مع عماتي، فإحداهن مقيمة في السعودية منعتها هذه الظروف التي يمر بها العالم من الدخول للأردن وجلب الهدايا لنا، في حين أن عمتي الثانية خرجت من المخيم ولم تتمكن من العودة بعد تطبيق قرار الحجر الصحي".
وتتابع فاطمة أنها لم تسمع في هذا العيد أصوات الأطفال تصدح في مراكز الملاهي التي أغُلقت اليوم حفاظا على سلامتهم، ولم تستطع الخروج لمعايدة صديقاتها في المفرق، وشراء ثياب جديدة من خارج المخيم كما اعتادت من قبل.
وعزلت الحكومة مخيمات اللاجئين السوريين على، في إطار الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، حيث منعت الدخول والخروج.
ومن جهتها تقول إلهام الخطيب إنه "بالرغم من الظروف التي تمنعني من زيارة أهلي خارج المخيم وقضاء العيد مع أطفالي في الملاهي والمطاعم لأغير الروتين اليومي الذي يعيشونه في المخيم، حاولتُ وسط هذه الظروف أن أشعرهم ببهجة العيد، فاشتريت لهم الثياب الجديدة وأعطيتهم العيدية المعتادة، بينما عايدت أهلي عن طريق الهاتف، فالعيد من الشعائر الدينية وعلينا أن نحتفل به وسط كل الظروف".
وأطلق شبان وشابات في مخيم الزعتري ثاني أيام العيد مبادرة لتوزيع هدايا على 120طفل يتيم في المخيم، للتخفيف من آثار أزمة كورونا على الأطفال في ظل الظروف المادية الصعبة التي يعيشها بعض أهالي المخيم.
ويقول مؤسس المبادرة، محمد خلف، إنهم اتبعوا آلية معينة لتوزيع الهدايا، لتجنب التجمعات، وتم تعقيم الهدايا وتغليفها، وإيصالها للمنازل.
وترى أحلام الحراكي أن العمل على مثل هذه المبادرات وتنظيمها يجب أن لا يبقى في نفوس الشبان والشابات فقط، بل يجب زرعه في عقول الأطفال وإشراكهم بها، ليكتسبوا تلك الثقافة ويعملوا بها في المستقبل، فهي تأتي من باب المسؤولية الاجتماعية.
وتضيف "أسعدني أن ابنة أخي التي أتولى تربيتها في ظل غياب أهلها، تشبعت روح المبادرة، وها هي تجمع عيدياتها مع بعض صديقاتها لتشتري الثياب والهدايا للأطفال ممن هم بحاجة لها في ظل أوضاع أهلهم الصعبة".
ويقول المحلل الاقتصادي والاجتماعي حسام عايش في حديثه لسوريون بيننا، إن المبادرات المجتمعية تعتبر حاضنة أمان للأفراد والأسر للتكيف والقدرة على التعايش خلال الأزمات، سواء كانت هذه المبادرات تتعلق بالتأكيد على أهمية التباعد الاجتماعي، أو ما يتعلق بالدعم المعنوي والنفسي وتقديم المعونات والمساعدات لأكثر الفئات المتضررة خلال أزمة كورونا، ومن هنا يبرز دور المسؤولية الاجتماعية سواء للمؤسسات الخدمية المختلفة أو للمجتمع المدني.
يذكر أن العديد من الأسر في مخيم الزعتري، الذي يعيش فيه نحو 77 ألف لاجئ، ساءت أوضاعهم الاقتصادية بعد أن فقدوا مصدر دخلهم، خاصة من يعملون خارج المخيم وعمال المياومة.
إستمع الآن