كيف ساهم لاجئون سوريون في مخيم الزعتري بمكافحة فيروس كورونا؟

المدرب مروان الزعبي من مركز إبداع في مخيم الزعتري
الرابط المختصر

اخترع لاجئون سوريون في مخيم الزعتري، روبوتات بأشكالٍ ومهامٍ عدة تساعد في الوقاية من انتشار فيروس كورونا.

فبعد نجاح فريق الروبوتكس في المخيم باختراع روبوت لتوزيع معقم اليدين أوتوماتيكياً، أنتج الفريق نسخاً محدَّثة لروبوتات تقوم بمهامٍ مختلفة لتعقيم الأماكن والصالات والمعدات والأجهزة، التي تُستخدم باستمرار كالموبايل، إضافة إلى روبوت يعمل بتقنية UV وبوابة تعقيم وجهاز لتعقيم الكمامات.

ويقول مروان الزعبي، صاحبُ الفكرة، وهو مدرب فريق الروبوتكس في مركز إبداع التابع للمفوضية السامية للاجئين، إن أغلب التوجهات باتجاه الابتكارات التي من الممكن ان تكون مفيدة ومساهمة في زيادة الوعي، بالإضافة لابتكارات تساهم بخلق بيئة معقَّمة ومكافِحة للفيروس.

لجأ مروان إلى الأردن عام 2013، من محافظة درعا الحدودية، واحترف صناعة الروبوتات عام 2019.

 

وجاءت فكرة الروبوت بعد البحث عن طريقة لمكافحة انتقال العدوى بفيروس كورونا من خلال ملامسة الأسطح، لذا بدأ الفريق بتصميم روبوت يعقِّم الأيدي من دون الحاجة للمس علبة المعقم، كأحد الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.

ويوضح مروان، أن الروبوت مبني بالكامل من قطع الليجو المزودة بحساس مبرمج بالضغط تلقائيا على علبة المعقم في حال مدَّ اللاجئ يده على مسافة 14 سم، بالإضافة لكونه ناطقا بعبارات ترحيبية.

وحول الهدف من استخدام الليجو يضيف "قطع الليجو قليلة التكلفة وسهل العثور عليها، وبهذا يتعلم الطلاب والطالبات أنه يمكنهم إعادة استخدام المواد الشائعة المتاحة لهم بطرق مبتكرة يمكن أن تساعد المجتمع ".

ووضع فريق الروبوتكس في مركز إبداع، الروبوت في مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مخيم الزعتري، لتعقيم أيدي اللاجئين الذين يراجعون المفوضية.

 

بدأ فريق الروبوتكس في مخيم الزعتري بالعمل في تموز 2019، حيث ضمَّ طلابا وطالبات أعمارهم ما بين 12-17 عاما؛ وتولى فريق من طلاب جامعات من المخيم تدريب 50 متدربا، 35 إناث و15 ذكور، بعد أن حصل الفريق على تدريب بعلوم الروبوت من مدربين أردنيين في مركز اليوبيل للتميز التربوي.

ويضيف مروان أن الفريق بدأ فيما بعد بتطوير نفسه ذاتيا إلى أن تمكن من اكتساب مهارات جديدة، ليبدأ بمشاركتها مع جهات خارج المخيم تعمل في نفس المجال.

" تواصلت معنا تواصلت معنا عدة جهات لمعرفة آلية برمجة وتصميم روبوت تعقيم اليدين، وقدمنا لهم المعلومات اللازمة، وقامت بعد ذلك أكثر من جهة بتصنيعه".

ويهدف مركز إبداع لضم متدربين ومتدربات ليس فقط من اللاجئين السوريين، بل" كانت الخطة عند البدء بتأسيس المركز أن يضم متدربين ومتدربات من الأردنيين والسوريين، لكن جائحة كورونا حالت دون ذلك، وهو ما سيتم العمل عليه بعد استقرار الوضع الوبائي في الأردن"، يوضح مروان.

ويرى أن ابتكار روبوتات ببرمجيات جديدة والمشاركة في المسابقات المحلية يعزز روح المنافسة بين جميع المهتمين في هذا المجال، وهو ما يساعد في الوصول إلى الأفضل، الامر الذي ينعكس على الأردن بشكل إيجابي.

 

وسبق لفريق الروبوتكس في مخيم الزعتري أن حصد المركز الخامس في البطولة الوطنية للروبوتات التي جرت في تشرين الثاني 2019 بالأردن، بتنظيم من مركز اليوبيل للتميز.

وتابع الزعبي: "تأهل فريق الروبوتات في مخيم الزعتري لبطولة إقليمية، كانت ستقام في مصر في آذار 2020، ولكن بسبب أزمة كورونا توقفت كل الأنشطة على مستوى العالم، وتأجلت البطولة لأجل غير مسمى".

وحصل الفريق في تشرين الثاني الماضي على المركز الرابع في بطولة "تحدي الكرات" في البطولة العربية للروبوت، والتي أُجريت عن بعد، بسبب ظروف جائحة كورونا.

 

ورغم التحدي الذي واجه فريق الروبوتكس في كيفية تطبيق الفكرة ومدى الفائدة التي ستحققها، إلا أن الفريق تمكن من التوسع في الابتكارات التي تساهم في خدمة المجتمع، خاصة في مخيم الزعتري، فقد طور الروبوت وأنتج نسخا محدثة منه، إذ تم ابتكار جهاز ثان للتعقيم عن طريق الأشعة فوق البنفسجية لتعقيم الأدوات الشخصية.

 

وأضاف الزعبي "هناك جهاز ثالث وهو جهاز التباعد الاجتماعي، ويعمل عن طريق نظام معين يعطي إشارة صوتية عند اقتراب شخص من شخص اخر لمسافة أقرب من المتعارف عليها، متر ونصف المتر، ويمكن حمله وسهل الاستخدام، بالإضافة إلى روبوت رابع لتعقيم القاعات، والخامس كان بوابة الحماية او save gate والتي وُضعت على أبواب الأماكن الأكثر استخداما ويعقم الأشخاص عند مرورهم".

ولم يتوقف عمل الفريق عند هذا الحد؛ فقد اخترع جهاز تعقيم الكمامات، ووضع في خدمة معمل تصنيع الكمامات في المخيم، وهو النسخة الأخيرة في التصنيع.

وقال الزعبي، إنهم يسعون لإنتاج نسخا محدثة من الروبوتات بعد نجاح التجربة وهناك خطة مستقبلية لتطوير الابتكارات القديمة.

 

وتأمل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في استمرار هذا المشروع لأن التعليم هو أهم استثمار للمستقبل، وفق ما تحدث به الناطق باسمها، محمد الحواري.

وأضاف أن "أزمات اللجوء بالغالب ينتج عنها إحباط وعدم رغبة في الإقدام والتعلم وغيره من تصاريف الحياة ..لكن ما أقدم عليه اللاجئون في مخيم الزعتري من ابتكارات يعتبر بث أمل جديد وإثباتا قطعيا أن اللاجئين اذا مُنحوا الفرصة المناسبة سيكون لديهم الكثير ليقدموه."

وبلغ عدد المصابين بفيروس كورونا في مخيم الزعتري، 1049 حالة، تعافى منهم 912 مريض، بينما بقي 132 حالة نشطة تحت العلاج.

وأحدثت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين منطقة عزل للمصابين فيروس كورونا في المخيم، حيث يتم عزل المصابين فيها في حال كانت منازلهم غير مناسب، حيث يتم تأمين كافة الاحتياجات اللازمة، إضافة إلى الرعاية الصحية.

 

ويعيش في مخيم الزعتري للاجئين السوريين 78,338 ألف لاجئ، من بين 126,832 يعيشون داخل المخيمات في الأردن، في حين يبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية في الأردن 661,997 شخصا.

 

كيف ساهم لاجئون في مخيم الزعتري بمكافحة فيروس كورونا؟

 

كيف ساهم لاجئون في مخيم الزعتري بمكافحة فيروس كورونا؟

 

كيف ساهم لاجئون في مخيم الزعتري بمكافحة فيروس كورونا؟

 

كيف ساهم لاجئون في مخيم الزعتري بمكافحة فيروس كورونا؟

 

كيف ساهم لاجئون في مخيم الزعتري بمكافحة فيروس كورونا؟

 

كيف ساهم لاجئون في مخيم الزعتري بمكافحة فيروس كورونا؟