قلق أممي بشأن استدامة مخيم الزعتري ومطالب بتحسين الخدمات
10 سنوات على إنشاء مخيم الزعتري والذي يحتل الرقم 1 ضمن قائمة أكبر مخيمات اللاجئين السوريين من حيث عدد السكان والرقم 5 ضمن قائمة أكبر مخيمات اللاجئين في العالم، إلا أن مشاكل اللاجئين في المخيم لم تتغير.
وافتتح المخيم عام 2012 ويبعد 10 كم عن المفرق، و15 كم عن الحدود السورية، ويسكنه 81817 لاجئاً في مساحة لا تتجاوز 5.3 كم مربع.
أبو سليمان أحد سكان مخيم الزعتري يقول إن المخيم كبير ويعد تجمعا للاجئين السورين في الأردن، و"أننا نواجه العديد من التحديات أبرزها الكهرباء والماء".
ويضيف في حديث لـ "سوريون بيننا" أنه "يتم تزويد المخيم بتسع ساعات يومياً وهذه الساعات لا تكفي لسد حاجات اللاجئين الأساسية من الكهرباء، والتسع ساعات موزعة على مدار اليوم كامل أي أنها لا تأتي بشكل منتظم فيمكن أن يتم قطعها في أي وقت، ويأمل أبو سليمان أن يكون في المستقبل زيادة في عدد ساعات تزويد الكهرباء للمخيم."
وفي نفس السياق تؤكد حياة الحلبي، أن أكثر الخدمات التي يحتاجها المخيم هي الطرقات والبنية التحتية وأيضا الكهرباء والماء.
وتشير إلى أن "الكهرباء ضرورية جداً وخاصة للطلاب والأطفال وكبار السن وقاطني المخيم يؤجلون أعمالهم التي تحتاج للكهرباء لحين موعد تشغيلها، وتتمنى الحلبي في إيجاد حل جذري لمشكلة الكهرباء في المخيم ونوهت أيضا لوجود مشكلة في الماء حيث انه لا يسمح لك باستخدام كمية أكبر من الكمية المخصصة لك ونظراً لبيئة المخيم الصحراوية فالعائلات تحتاج لكمية أكبر من المخصصة لها".
وتضيف الحلبي رغم كل الصعوبات يبقى المخيم ملاذ آمن لها ولعائلتها وانه يقع على عاتقها وعاتق اللاجئين تطوير المخيم للأفضل والمخيم لم يكن من 10 سنوات أفضل من الآن.
ويقول الطالب احمد غزوان إن المخيم بحاجة إلى تطوير بعض الخدمات وأهمها التعليم فمن خلال التعليم يمكن مساعدة المخيم في الكثير من القطاعات مثل قطاع الصحة بالاعتماد على الطلاب ذوي التخصصات الطبية، وإنشاء المشاريع التي تخدم المجتمع مثل الطاقة البديلة التي تغني عن الكهرباء، وهذا كله يأتي بالعلم
وعند سؤاله ما هو المخيم بالنسبة لك؟ يجيب غزوان المخيم يعني لي الكثير " عشت في أكثر مما عشت في سوريا وتأقلمت في وتعرفت على أصدقاء جدد".
أما اللاجئ سرور فيقول إن المشكلات مازالت هي نفسها رغم تطور المخيم ولا يعتقد أن من المهم تطوير البنية التحتية للمخيم بقدر أهمية تطوير الحالة النفسية للاجئ والتي تؤثر عليه ايجابياً.
إستمع الآن
بدورها، أعربت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن قلقها بشأن استدامة مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، داعية الجهات الفاعلة ووكالات التنمية والسلطات الأردنية والعاملين الإنسانيين إلى "تجديد التزامهم" تجاه اللاجئين في المخيم.
وقالت مفوضية اللاجئين إن "الكهرباء هي مجال آخر يبعث على القلق، في حين تم افتتاح محطة للطاقة الشمسية لتشغيل المخيم في العام 2017، كانت طاقتها الاستيعابية قادرة فقط على تلبية احتياجات جميع السكان لمدة 11.5 ساعة في اليوم".
وذكرت أنه "في الأشهر الأخيرة، عندما زاد الطلب على الكهرباء في الصيف، كان على المفوضية أن تقللها إلى 9 ساعات من الطاقة في اليوم، لتتمكن من تحمّل تكاليف الكهرباء الإضافية المتكبدة، حيث إن محطة الطاقة الشمسية لا توفر جميع الاحتياجات".
وأضافت أن "الصدمات الاقتصادية، من فيروس كورونا والآن أزمة تكاليف المعيشة، تتحدى صمود سكان المخيم والأردنيين الضعفاء على حد سواء".
من جانب آخر، قال ممثل مفوضية اللاجئين في الأردن دومينك بارتش إنه "فيما أنقذ المخيم آلاف الأرواح، وخلق فرصاً اقتصادية للأردنيين والسوريين على حد سواء، تشدد المفوضية على الحاجة إلى حلول دائمة للاجئين".
وعن سكان المخيم وبنيته التحتية، قال ممثل المفوضية في الأردن إنه تم تسجيل أكثر من 20 ألف ولادة في مخيم الزعتري منذ افتتاحه، مشيراً إلى أنه "بعد 10 سنوات، نشأ جيل كامل من الأطفال من دون رؤية أي شيء خارج محيط المخيم الذي أصبح عالمهم".
وأوضح أن المخيم يضم الآن 32 مدرسة، و58 مركزاً مجتمعياً، وثمانية مرافق صحية تعمل جنباً إلى جنب مع الدفاع المدني والشرطة المجتمعية، وبالإضافة إلى المشاركة في إدارة المخيم مع السلطات، توفر المفوضية وشركاؤها الحماية والصحة والمساعدات النقدية للنساء والرجال والأطفال في المخيم.
وأشار المسؤول الأممي إلى أنه "على مدار العقد الماضي، قدمت المفوضية، بالتنسيق مع الشركاء، أكثر من 25 ألف كرفان للاجئين، وتدير كل شهر ما يقرب من 25 ألف استشارة طبية، وكل عدة أشهر، تقدم مساعدات نقدية لجميع العائلات التي تعيش في المخيم"، مؤكداً على أن "هذه الاستثمارات سمحت لسكان المخيم بالازدهار".
إستمع الآن