رحلة لجوء واحدة .. كافية لحرمان طفلين من والديهما
بات واضحاً للعيان أن الشريحة الأكثر تأثراً بأحداث سوريا هي الأطفال، فمن حرمانهم من التعليم إلى فقدانهم آبائهم أو عدم سدّ حاجياتهم الأساسية والنفسية، في محافظة معان طفلان حُرما والديهما في رحلة اللجوء الوحيدة من سوريا إلى الأردن.
عبيدة وعمرو طفلان سوريان لاجئان إلى معان، توفي والدهما ياسر عبّارة بعد معاناة مع مرض السرطان ودفن في المدينة، أما الأم فغُيّبت خلف الحدود السورية، فما لبثت أن تطـأ أرض بلادها حتى منعها اشتداد وتيرة الأحداث هناك من العودة إلى الأردن ورؤية أطفالها، ليغدو الطفلان بلا أب أو أم .
حول الوضع الحالي للطفلين يشير جدّهما أبو ياسر إلى أنه يتولّى وجدّتهما تربيتهما، وعلى الرغم من صغر سنّ عبيدة وعمرو اللذين يبلغا من العمر السادسة والخامسة على التوالي، إلا أنهما دائما السؤال عن أبيهما، فعبيدة مثلاً لا يفتأ يطلب زيارة قبر والده، فيما لا يذكر أخوه الأصغر شيئاً عن والده.
الجدّة أم ياسر قالت لـ" سوريون بيننا " إنّها دائمة التفكير بمصير الطفلين، واصفة ذلك بقولها " العمر يمضي"، موضحةً أن الطفلين يحتاجان رعاية خاصّة، وأن غياب الأم عن المنزل جعل الأمر أصعب بالنسبة لها، فالطفل يحتاج لأحد والديه على الأقل ليشعره بالأمان وسط هذه الظروف التي يعيشها السوريون.
حين تسأل عبيدة عن والده وهل يذكر الكثير عن ذكرياته معه يجيب بـ" لا "، فيما يقول عمرو رداً على السؤال ذاته "أبي في الجنة، سأراه هناك"، يتبادل الطفلان عبارات قصيرة بتفاخر عمّن يذكر أكثر عن أحد الوالدين، أما عن رحلة لجوئهم إلى عمان فيسرد عبيدة شيئاً منها مضمّناً ذلك بمشاهد الحرب التي رآها.
دعوات كثيرة أطلقتها اليونيسيف من أجل مساعدة الأطفال السوريين، وانتشالهم من الأوضاع المأساويّة، المدير التنفيذي للمنظمة أنطوني ليك أطلق عدة نداءات للحكومات المستضيفة للاجئين أكّد فيها أن الأطفال ضحايا أنظمة الحكم وليسوا مسؤولين عما يعيشونه من ظروف حالية.
بين غياب الأم وفقدان الأب، ينتظر عمرو وعبيدة بصيص أمل، يعيد والدتهم إليهم أو يحملهم إليها، في ظل ظروف قد تبدو الأقسى على طفلين فقدا في رحلة لجوء وحيدة والديهما.
إستمع الآن