خدمات علاجية ونفسية في مركز "البدر" للأطفال المصابين

الرابط المختصر

بكثير من الخوف يروي الطفل السوري عبد الله تفاصيل إصابته إثر سقوط برميل متفجر اقتاده لاجئاً جريحاً إلى الأردن، ليبدأ أملاً جديداً بتحسين إصابته من خلال الخدمات العلاجية والنفسية التي يقدمها مركز البدر للإستشارات العلاجية في عمان.

يتلقى عبد الله جلسات علاج فيزيائية وطبيعية في مركز البدر، ويقول إن سبب قدومه لمركز البدر كان في البداية مجرد تلقٍ للعلاج، لكنه اليوم كون أسرة جديدة مع مدرسيه في المركز وأصدقائه من الأطفال اللاجئين المبتورين والمصابين.

يقدم مركز البدر المركز السوري المرخص من قبل وزارة التنمية الإجتماعية خدمات المبيت والطعام والعلاج الطبيعي والفيزيائي، والجلسات النفسية، ودورات تدريبية وتأهيلية بالمجان لكافة المرضى داخل المركز.

يستوعب المركز 12 مريضاً مقيماً مع مرافقيه و6 غير مقيمة تراجع المركز لتلقي العلاج ويقوم بتأمين مواصلاتهم من وإلى المركز.

مدير المركز محمد الكردي يعتبر أن الباعث الأهم على تأسيس مركز البدر هو توافد عشرات الجرحى السوريين عبر الحدود، ممن لا يملكون تكاليف العلاج والمبيت في المستشفيات، فكانت الفكرة بإيجاة مركز يضم علاجاً فيزيائياً وكادراً طبياً وداراً للإقامة نظيفة مرتبة لمتابعة العناية الحثيثة بهم عقب العمليات الجراحية.

وتتراوح الحالات الموجودة في المركز بين فاقدي الأطراف أو مصابين بإصابات بالغة في النخاع الشوكية أو الأعصاب مما أفقدهم القدرة على الحركة.

ويؤكد الكردي أن المركز حالياً لا يتلقى أي تمويل مالي من جهة حكومية أو داعمة، وهو مستقل بذاته من خلال جهود فردية ودعم من الأصدقاء والزوار.

فيما قدمت مضت منظمة بولص بالتعاون مع وزارة الخارجية الأمريكية للمركز خلال 9 أشهر مضت تكاليف صناعة الأطراف الصناعية للمبتورين، وقامت بتدريب 16 طالباً وطالبة في دورة علاج فيزيائي و16 آخرين في دورة تصنيع الأطراف، للإستفادة من خبراتهم داخل سوريا وخارجها بحسب الكردي.

الطفل راجح أحد المقيمين في مركز البدر أخترقت قذيفة دبابة باب سيارة والده من الجهة اليسرى التي كان يجلس فيها، لتخرج من جهة والده اليمنى بعد أن أخذت في طريقها ساقيه من فوق الركبة وفقأت له عينه وبترت له أصابع يده.

راجح الذي بات حلمه يتجسد في تغيير مقعده المتحرك يبدي تأقلمه السريع مع حالته الجديدة، يتلقى الآن عناية خاصة وعلاجاً نفسياً لدمجه مع الأطفال.

بييتا المعالجة الفيزيائية في المركز تصف استجابة الأطفال في المركز بالـ “ممتازة”، لكن بداية العلاج عند قدومهم للمركز دائماً ما تكون صعبة بسبب الألم الجسدي والنفسي.

تؤكد بييتا أن معاملة المركز للأطفال كأشخاص طبيعيين غير مصابين ساهم الى حد غير متوقع في تهيئة الأطفال تدريجياً لإستقبال العلاج وتقبلهم للواقع، إضافة إلى أن البرامج الترفيهية ساهمت في ذلك أيضاً.

ويعقد المركز دورات لغة إنجليزية، وألعاب جماعية، وينظم زيارات خارجية للأطفال، كما أستقبل عدداً من الفنانين الدراميين في المركز لدعم الأطفال نفسياً كـفارس الحلو ويارا صبري وعبد الحكيم قطيفان وغيرهم.

وبحسب توقعات منظمة الصحة العالمية، فقد وصل عدد الجرحى منذ اندلاع الأزمة السورية إلى 60,000 ألف جريح، يتلقون العلاج في مستشفيات ومراكز الأردن الصحية، 50% منهم مصابون بإعاقات مختلفة قد تكون دائمة.

أضف تعليقك