يشتكي الطلبة السوريون من محدودية المنح الدراسية المتاحة لهم سواء في العدد أو في مجالات الدراسة على الرغم من حصول البعض منهم على معدلات عالية تؤهلهم لدراسة تخصصات طبية وفق طموحاتهم.
وتقول ريناد البيطار إنه "لا يمكنني وصف حجم الصعوبات التي واجهتنا خلال المرحلة الثانوية من انقطاع عن التعليم الوجاهي في أهم مراحل الدراسة بسبب جائحة كورونا وإغلاق مراكز التوجيهي التي كانت تدعمنا في عملية التعليم."
البيطار حصلت على المركز الاول على مدرستها والثالثة على لواء قصبة الكرك والثانية على الطلبة السوريين في الاردن بمعدل 97.85%.
وتضيف البيطار في حديثها لـ"سوريون بيننا" أن "معدلها كان أكبر دافع لتحقيق طموحها في دراسة طب الأعصاب ولكنها فوجئت باستحالة تحقيق حلمها بعد معرفتها بأنها تعامل معاملة الموازي الدولي الذي يكلف أضعاف الموازي العادي وهو ما لا يمكننها تحقيقه بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية وظروف اللجوء."
قررت ريناد البحث عن منح قادرة على تحمل تكاليف دراستها للطب البشري لكنها تقول ان "المنح قليلة جدا ولا يوجد أي منحة قادرة على تغطية تكاليف تخصصات أكثر من أربع سنوات وخاصة الطب البشري"، إذ أنها حاولت ايضا التواصل مع جمعيات لمساعدتها لكنها قوبلت بالرفض بداعي نقص الدعم والتمويل بسبب جائحة كورونا.
ولا يختلف الحال عند عبد الرحمن احمد الحريري الذي حصل على المركز الأول بين طلبة مخيم الزعتري، بمعدل 91.55 ويطمح في دراسة تخصص الطب البشري على الرغم من التحديات التي واججها في المخيم خلال عملية التعلم عن بعد بسبب الجائحة وتداعياتها.
ويضيف الحريري انه "حصل على قبول جامعي لدراسة الطب البشري في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية لكن تكاليف الدراسة باهضة جدا وهو غير قادر على تأمينها وبسبب شح المنح الدراسية."
وتقول الطالبة رغد الحريري التي تعيش في مخيم الزعتري منذ ثمان سنوات، إن الاوضاع في المخيم صعبة جدا لتهيئة جو للدراسة بسبب ما يعانيه الطلبة من ضعف الأنترنت وانقطاع الكهرباء واغلاق المدارس التي كان لها دور كبير في تميز الطلبة بالاضافة الى صعوبة الأسئلة هذه السنة وعدم معرفة نموذج الامتحانات ولكن رغم ذلك حصلت على معدل جيد جدا وتطمح لإكمال دراستها الجامعية في حال توفرت المنح لطلبة المخيمات الذين يواجهون أعتى الظروف للحصول على مقاعد في الجامعات.
وفي اتصال هاتفي مع حامد الريابي سفير الطلبة السوريين في مؤتمر بروكسل تحدث عن ان انقطاع الانترنت شكل تحد كبير أمام طلبة المخيم سواء طلاب توجيهي وطلاب جامعات مما اثر سلبا على تحصيلهم الدراسي مع العلم ان 95% منهم طلبة متفوقون.
ويقول الريابي ان الطلبة تقدموا بشكاوى لشركات الاتصال وهيئة تنظيم الاتصالات لكن الرد لم يكن فعال للحصول على نتيجة
وتقول اخلاص الدوجان مسؤولة متابعة المنح في تجمع الطلبة السوريين في الجامعات الأردنية ان منحة دافي متاحة حاليا وهي تستهدف الطلبة من عمر 18 الى 28 سنة فيما لا تغطي المنحة سوا تخصصات الأربع سنوات بالاضافة الى كلية لمينوس المتاحة على مدار السنة في تقديم دبلومات لطلبة التوجيهي او مرحلة الثانوية وتضيف الدوجان ان منحة ايديو سيريا بأنتظار الأعلان عنها وايضا يوجد بعض الجمعيات التي تغطي الدراسة بشكل جزئي
ويعمل تجمع الطلبة السوريين على توجيه الطلبة الى التخصصات المتاحة لسوق العمل رغم صعوبة الفرص المتاحة فيما يتابع التجمع الطلبة للرد على استفساراتهم واسئلتهم فيما يخص التقديم للمنح بأستمرار من خلال الصفحة التي تضم أكثر من 32 ألف طالب وطالبة.
ويذكر ان أعداد الطلبة السوريين الذين تقدموا لأمتحان التوجيهي من مخيم الزعتري بلغ 867 طالبا وطالبة فيما كانت نسبة النجاح داخل المخيم 56% للفرع العلمي و51% للفرع الأدبي كما وصل عدد الطلبة الحاصلين على معدل فوق 90% الى 23 توزعوا بحسب الأفرع الى 12 من الفرع الأدبي و11 طالبا للفرع العلمي وذلك بحسب باسم عضيبات مدير تربية البادية الشمالية الغربية.