اندماج اللاجئين السوريين... عوامل متعددة تعيق العملية
عاماً بعد عام يعيش آلاف اللاجئين حول العالم على بصيص أمل العودة إلى ديارهم، لكن طول مدة الأزمة السورية، تجعل التوجه نحو الحديث عن اندماج مجتمعين حاضرا في وسائل الإعلام وأحاديث المواطنين.
وفي الوقت الذي أضحت خلاله عودة السوريين غير طوعية في أغلب الحالات، فإن مسألة الإندماج باتت تفرض نفسها الآن، لتبرز أهمية ذلك في تنمية وتعزيز القيم الاجتماعية بين اللاجئين السوريين والمجتمع الأردني .
معوقات كثيرة قد تعترض عملية الاندماج هذه، فالتكيف مع بيئة أو مجتمع آخر على الرغم من تشابه العادات والتقاليد وطريقة المعيشة، أسهمت في تأخر عملية الاندماج، فأبو عبد الله لاجئ سوري من إدلب يرى أن العامل النفسي هو من أهم العوامل التي تعيق اختلاط اللاجئ بغيره من المحيط الأردني، مشيرا إلى أنه وبعد فقدانه لبلده وعمله وممتلاكته في سورية، أصبح يعيش حالة صدمة قد تدفعه إلى العزلة.
البدء بحياة جديدة للاجئ السوري أمر لا بد منه على الرغم من الظروف الراهنة والأوضاع المعيشية التي تبدو قاسية، لكن العامل الاقتصادي بالنسبة لأبو أحمد وهو لاجئ من حلب، له الأهمية القصوى في عملية الاندماج، إذ لا يمكن للاجئ أن يتواصل مع غيره من المجتمع المحلي الأردني، إذا لم يكن مرتاحا على الصعيد المادي حسب وصفه.
حول أولوية الاندماج الاجتماعي، يرى أستاذ علم الاجتماع حسين خزاعي أنه قد لا يحمل الاندماج الأهمية الكبيرة لدى اللاجئ السوري، الذي ينتظر العودة إلى بلاده، ويتخوف من طول مدة إقامته في الأردن، الأمر الذي يؤخر هذا التكيف.
وفيما يخص دور الحكومة الأردنية في عملية الدمج هذه، أكد الخزاعي على ضرورة توفير فرص عمل، أو إتاحة المجال للعمالة السورية بممارسة بعض الأعمال التي تمكنهم من رفع مستوى معيشتهم الاقتصادي، الأمر الذي يساهم بالتالي في استقرارهم الاجتماعي .
الاندماج المحلي عملية معقدة وتدريجية تضم أبعاداً واقتصادية واجتماعية وثقافية متباينة، وتحتاج إلى عدة عوامل لإنجاحها، وقد يبدو اللاجئ في عزلته الآن متحفّظاً على الاختلاط بالمواطنين الأردنيين إلى حين استبيان مصيره فيما يخص العودة إلى بلاده أو امتداد طول إقامته في الأردن.
إستمع الآن