المسنون من اللاجئين السوريين مغيبون في زحمة الفئات الأخرى

الرابط المختصر

"الذهاب والقتال في سورية بجسدي البالي، أفضل عندي من انتظار الموت منسيا في بلد اللجوء" هكذا يعبر اللاجئ السوري المسن عدنان السيد، عما وصفه بالذل والمهانة لعدم اكتراث أي جهة لأمره، كثيرا ما يشعر السيد بالوحدة والملل، في ظل غياب أبنائه عنه.

 أشارت تقارير للمفوضية السامية  لشؤون اللاجئين في الأردن الى نسبة عدد النساء المسنات اللواتي تفوق اعمارهن الـ60 عاما بين اللاجئين، حيث بلغت حوالي 1.5 مقارنة بنسبة الرجال التي وصلت إلى 2.1، وتعتبر هذه النسب ضئيلة مقارنة مع نسبة البقية ممن لم يصلوا لسن الـ60 عاما، حيث بلغت نسبتهم 23.6 من النساء، و21.2 من الرجال.

قلة عدد المسنين في ظل ازدحام الفئات العمرية الأخرى بين اللاجئين، منعت استثنائهم نسبيا، لتسري عليهم بنود القرارات الأخيرة من قطع القسائم الغذائية وعدم تحمل تكاليف علاجهم.

 لم تغادر الحيرة اللاجئ عدنان العاسمي ذو الـ64عاما، متسائلا عن ماهية  المعايير التي يعتمدها برنامج الغذاء عند قطع المساعدات عنه، مشيرا إلى أن المنظمات المعنية قطعت عنه القسائم الغذائية والعلاج أيضا، رغم أنه مريض بالسكري.

 الناطقة الإعلامية باسم برنامج الغذاء العالمي في الأردن شذى المغربي تؤكد لـ"سوريون بيننا" إنه يحق لكل من قطعت عنه القسائم الغذائية أن يتقدم بطلب استئناف إلى المراكز المتواجدة في كل محافظات المملكة.

 أما فيما يخص الأفراد الأكبر سنا، ممن ليس لديهم معيل كما لا تؤهلهم حالتهم الجسدية الذهاب إلى المركز  فتبين المغربي، أنها تنصح هذه العائلات الاتصال بأرقام برنامج الغذاء ونحن بدورنا سنرسل لهم فريقنا المتواجد وهو بدوره سيساعدهم في تعبئة الطلب ودراسة حالتهم.

 عزلة إضافية يفرضها عليهم شعورهم بانعدام قيمتهم كأفراد في المجتمع كونهم لا يستطيعون العمل وبحاجة دائمة إلى المساعدة، فضلا عن أنهم كثيرا ما يعانون من عجزهم بصمت، حتى يتمكن أفراد أسرهم الأصغر سناً من الحصول على الخدمات والمساعدات.

 وأكدت دراسة للأمم المتحدة أن 87% من اللاجئين المسنين لا يستطيعون تحمل تكاليف الأدوية التي يحتاجون إليها، و74% منهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية و10% منهم غير قادرين جسديا على مغادرة منازلهم، فضلا عن شعور أعداد كبيرة منهم بأنهم يشكلون عبئا على أسرهم.

لا يفارق الشعور بالمسؤولية عقل اللاجئة الستينية هناء العلي، تقول" لقد عشت سنين طويلة وهؤلاء الأطفال لديهم عمر يجب أن يعيشوه"، تحاول العلي أن لا تطلب من عائلتها دواءها لتوفير ثمنه حتى تساهم بإطعام بقية أفراد الأسرة.

 الأخصائية النفسية والاجتماعية  ريم الآغا تؤكد لـ"سوريون بيننا" أن ما يميز فئة كبار السن من اللاجئين عن بقية الفئات العمرية هو أن عدد خسارات الفرد منها أكبر بحكم عمرها، موضحة أن هذه الفئة كانت قد أخذت سنوات طويلة في بناء كيانها الاجتماعي وخسرته بلحظة.

 وتشير الآغا إلى أن أكثر المشاكل التي يعانون منها هي الإنعزالية والعصبية، فضلا عن بقائهم عالقين في ماضيهم، وإحساسهم بعمق الفجوة والفروقات بينهم وبين من يصغرونهم سنا.

 وتضيف الآغا أن هناك طرقا لدمج كبار السن، من خلال إشراكهم بعدة نشاطات يشعرون فيها أنهم لا يزالون قادرين على العطاء، وأن لهم دور في مجتمعهم، وتنوه إلى أن تحسن حالتهم النفسية والجسدية مرتبط بشعورهم بقيمتهم اجتماعيا.

 تتعالى أصوات الجمعيات الانسانية والمنظمات العالمية مطالبة بخلق بيئة صحية تتناسب وفئة المسنين من اللاجئين السوريين في مجتمعات اللجوء، إلا أنهم لا يزالون تحت وطأة تقليص المساعدات الذي طال جميع اللاجئين، لأسباب تعود لعدم تمييزيهم كفئة مستضعفة.