أسماء محلات ومطاعم "الزعتري" تربط اللاجئين بحكاياتهم

أسماء محلات ومطاعم "الزعتري" تربط اللاجئين بحكاياتهم
الرابط المختصر

لا يستطيع المار من شوارع وأسواق مخيم الزعتري، إلا أن يفكر كثيرا بأسماء المحلات والمطاعم والأسواق المرتبطة بصورة وثيقة بهوية اللاجئين، والتي تعبر عنهم وعن حكاياتهم وقصصهم وأحلامهم، الحركة التجارية النشيطة في المخيم، والتي رافقتها كثافة سكانية مرتفعة بالنسبة لمساحة المخيم، كل ذلك جعل من أسواقها، التي توفر كل شيء تقريبا، رموزا ترتبط بمكان أو زمان أو أشخاص أو أحلام تركها اللاجئون خلفهم لدى قدومهم إلى المخيم.

سوق الحميدية، أسواق حوران، السوق الفرنسي وأسواق الحرية، كلها تسميات لأسواق كبيرة وعتيقة في سورية، ولكنها الآن تعود للحياة من جديد، في مخيم الزعتري.

اللاجىء السوري أبو رامي  من درعا، فتح محلات تجارية بعد أن لجأ إلى الزعتري، أطلق عليها أسماء شمس حرية البلد وفجرالحرية وقهوة الحرية، نسبة لانطلاق الثورة من مسقط رأسه درعا، ويرى أن هذه الأسماء تعبر عن آمال وآلام اللاجئين في المخيم، ويقول أن بعض اللاجئين ينسب اسم محله ل مدينته التي هجر منها أول لشخص قريب منه فقده خلال الحرب هناك.

رامز سليمان لاجىء سوري كان يمتلك معملا لإنتاج الحلويات الشامية في دمشق، وبعد لجوئه إلى المخيم قام بفتح معمل للحلويات أطلق عليه حلويات الشام في سوق الحميدية في مخيم الزعتري، هذه التسمية تعيد المشهد بالذاكرة لحياته القديمة، كون الشام أي دمشق تعد رائدة في مجال صنع الحلويات، كما يراها سليمان.

ولا تخلو بعض التسميات من الطرافة أيضاً، فالاجىء السوري هيثم كريم  قام بفتح محل للعطور في سوق الشانزليزيه في الزعتري وأطلق عليه "عطورات باريس"، ويحاول اللاجئون في هذا السوق استخدام أسماء فاخرة كمطاعم بين سبورت، مطاعم عربي تركي، وأسواق باريس غاليري ذات التصميم الحجري الحديث، نسبة لأعرق الشوارع الفرنسية، وكون هذه المحال التجارية كانت قريبة من المستشفى الفرنسي في المخيم.

استاذ علم النفس الدكتور محمد حباشنة يرى أن الشخص في مثل هذه الظروف في مخيمات اللجوء، يقوم بدفاعات نفسية سليمة تجعل من حياته أكثر جمالاُ، وتجعل من البيئة المحيطة به قابلة للعيش، ولكنه يؤكد أنها محاولة للخروج من حالة اليأس والقنوط بالتأقلم مع أجواء يصنعونها تشبه حياتهم القديمة، والأجواء التي اعادتوا عليها في مدنهم، معتبرا هذه التسميات من الأدوات التأقلمية الناجحة.

جدير بالذكر أن بداية الأسواق كانت من الخيام والصفيح، لكنها تطورت الآن بحيث أصبح اللاجئون في المخيم  يستخدمون الأسمنت والطوب والجبصين لجعل المحل أكثر ثباتا وجمالا، وتبلغ تكلفة المحل الواحد 3000 دينار أردني.

3 5 1 2

أضف تعليقك