مرضى السرطان السوريين بين ضعف الموارد والعجز عن توفير العلاج
يواجه مرضى السرطان من اللاجئين السوريين تحديات لتأمين كلف علاجهم، والتي تعد أكبر المشكلات التي تواجههم في ظل ظروفهم المادية الصعبة، إذ تقول أم خالد (اسم مستعار) "من ال 2016 وأنا أتعالج على حسابي بعد ما اضطريت أني شيل رحمي و بحتاج صورة كل ست أشهر بمشفى البشير بتكلفة 170 دينار وما عندي قدرة أني غطي مصاريف علاجي بستنى مساعدة أهل الخير بعد ما شالت المفوضية أيدها عن تكاليف علاجنا"
أم خالد ذات 63 عاما تحتاج علاج دسك وضغط إلى جانب جلسات الكيماوي ولا معيل لها سوا طفلها ذو الـ 14 عاما الذي يساعدها في قضاء حاجاتها في المنزل ولا يستطيع حتى العمل خارجا وتركها وحيدة.
وحول أبرز الصعوبات التي يعاني منها مرضى السرطان السوريين قالت أم ربيع (اسم مستعار) أنها ترعى سامية، إحدى قريباتها، ذات ال 40 عاما التي تعاني من اضطرابات عقلية بعد وفاة والديها، لكن مع اصابتها بمرض السرطان زاد عبئها بسبب صعوبة تأمين تكاليف علاجها، فقد اضطرت الى استئصال ثديها.
ولا تملك ام ربيع اي قدرة على العمل لكبر سنها فيما تحتاج الى مبالغ كبيرة لمساعدة سامية في تكاليف جلسات الكيماوي وعملية الاستئصال وشراء الادوية التي لم تتكفلها أي جهة، وفق ما تقول.
في إحدى قرى المفرق تعيش سماهر شعبان التي أصيبت لسرطان الثدي وزوجها المسن الذي يعاني من امراض مزمنة في انتظار من يؤمن لها تكاليف علاجها التي عانت منه على مدار أربعة أعوام وتقول انها تفاجئت بحملها في الشهر الثاني أثناء تلقيها جرعات الكيماوي مما اثر عليها نفسيا بسبب خوفها على الجنين.
وبعد رحلة شاقة من العلاج خضعت سماهر لعملية استئصال الثدي بمساعدة أحدى الجهات المعنية التي رفضت تحمل باقي تكاليف العلاج تحت ذريعة تقديم المساعدة لمرة واحدة فقط على الرغم من انتقال المرض الى عامودها الفقري وحاجتها إلى علاج مدى الحياة.
الناطق باسم المفوضية السامية محمد الحواري قال لراديو البلد إن نقص التمويل فيما يتعلق بالقطاع الصحي يشكل اكثر من 30 مليون دولار مما يضع المفوضية امام تحدِّ تحمل نفقات علاج اللاجئين.
ويبقى مصير مرضى السرطان من اللاجئين السوريين، ما بين نقص التمويل وتحسن وضعهم المادي، أو العثور على متبرع، خاصة في ظل أزمة جائحة كورونا التي فرضت واقعا اقتصاديا جديدا أمامهم.
إستمع الآن