بين محدودية مقاعد المنح الجامعية وتكاليف الدراسة الباهظة وحلم الشهادة يقف معظم الطلبة السوريين في الأردن، حيث تمثل متابعة الدراسة الجامعية تحدياً كبيراً لغالبية اللاجئين السوريين بسبب أقساط الجامعات وتكاليف المعيشة الغالية.
تسنيم العليوي واحدة من مئات الطلبة السوريين الذين لم تكتمل فرحة نجاحهم في الثانوية العامة بسبب عدم قبولها في أي منحة بالرغم من حصولها على معدل 86.4 % في الفرع العلمي
وتضيف تسنيم التي قدمت إلى الأردن عام 2013 أنها منذ صغرها تحلم الدخول في كلية الصيدلة لكن تكاليف الدراسة المرتفعة تقف عائقا في طريق حلمها، لذلك حاولت التقديم لأكثر من منحة مثل دافي وايديو سيريا لكنها لم تلق أي قبول.
وتحاول تسنيم اللجوء الى الدورات التدريبية في المجالات المختلفة لتنمية مهاراتها إلى أن يتم قبولها في منحة تحقق من خلالها حلمها
ولا يختلف حال تسنيم عن خالد ابراهيم الذي أنهى دراسته الثانوية مؤخرا ولم يستطع إكمال دراسته، إذ تقدم إلى منحة ايديو سيريا في تخصص الترجمة بعد أن أنهى التوجيهي بمعدل 83.7% في الفرع الأدبي ولكنه رُفض، ويعزي خالد سبب رفضه إلى الضغط الكبير الذي كان على التخصص.
ويعيش خالد في محافظة المفرق منذ قدومه إلى الأردن سنة 2013 ويعمل حاليا في مطعم شاورما منتظرا فرصة أخرى قد تساعده على اكمال دراسته خصوصاً ان الدراسة من دون منحة تبدو له مستحيلة بسبب المبالغ الفلكية المطلوبة، حسب تعبيره.
وعن الجهات المانحة قال حامد الريابي ممثل الطلبة السوريين والأردنيين في مؤتمر بروكسل لدعم سوريا والمنطقة، إن المنح الجامعية الموجودة في الوقت الحالي هما منحتين فقط، منحة ايديو سيريا في جامعة الزرقاء ومنحة دافي التي تغطي عدة جامعات أردنية.
ويضيف الريابي أن ايديو سيريا تقدم العدد الأكبر من المقاعد الدراسية، حيث يتراوح عدد المقبولين فيها بين 200 إلى 250 طالب في كل دفعة، مشيرا إلى قبول 214 طالبا وطالبة في جامعة الزرقاء بمختلف التخصصات للفصل الدراسي الحالي، 30 مقعدا خصص لمخيم الزعتري و15 آخرا لمخيم الأزرق.
وأوضحت إدارة منحة ايديو سيريا على موقعها الإلكتروني أن أولوية القبول أُعطيت للحاصلين على شهادة الثانوية ولم يتم قبول أي طالب يدرس في الجامعات الأردنية.
وأشارت إلى أنه تم منح 87.5 ٪ من المنح الدراسية لخريجي التوجيهي 2019 و2.5 ٪ من المنح لخريجي التوجيهي 2018 أو قبل ذلك و10 ٪ من المنح الدراسية للطلبة المجسرين.
اما الحد الأدنى للقبول في الكليات فقد كان 70 % لكلية التمريض و85% لكلية الآداب وخريجي التوجيهي قبل 2019 و90 % لكلية الصيدلة و80% لبقية الكليات.
وحول منحة دافي والتي تعتبر من أقدم المنح كونها موجودة منذ التسعينات، يوضح الريابي أن مقاعدها محدودة جدا وتتراوح بين 20 إلى 50 مقعدا في كل عام.
وقال مدير برنامج دافي، إسماعيل ياسين في حديث سابق لراديو البلد، إن نحو 700 طالب سوري استفادوا من منحة دافي خلال السنوات الماضية.
أوضح أن شروط التقدم للمنحة هي ان يكون الطالب أو الطالبة من المتفوقين في الثانوية العامة، وفقا لمعدل الطالب ومدى رغبته/ا في التعلم، إذ يتم إجراء مقابلات مع الطلاب المتقدمين للمنحة وطلب الأوراق الثبوتية ودراسة ملفات الطلاب/ات حسب وضعهم الاقتصادي والاجتماعي.
ويرى الريابي أن الشروط تختلف من منحة إلى أخرى، إذ تبدو شروط ايديو سيريا غير واضحة للطلبة كون عملية التقييم تتشعب بين شروط المانح وشروط وزارة التعليم والجامعة نفسها وحتى وزارة التخطيط والتي تركز على تخصصات أو محافظات دون الأخرى، فيما منحة دافي يكون التنافس فيها على أساس المعدل والتخصصات المطلوبة.
ووفقاً للريابي فهناك ما يقارب الـ 6000 طالب وطالبة من السوريين اجتازوا مرحلة الثانوية العامة في الدورة الأخيرة ولم يحالفهم الحظ بالحصول على أي منحة.
ففي وقت تنخفض فيه أعداد المنح يعتبر قرار دخول الجامعة وتحمل أعباء الدراسة فيها قرارا كبيرا بالنسبة لمعظم السوريين ممن تجاوزوا مرحلة التوجيهي وعائلاتهم.