فتح الرحلات السياحية يعيد عيد الأم إلى رزنامة حياة اللاجئين السوريين

مخيم الزعتري للاجئين السوريين

عيد الأم هذا العام مختلف عن السنوات السابقة فقد جمع ياسمين بوالدتها القادمة من سوريا لتستقبلها بعناق دافئ وطويل يخفي بين طياته شوقاً دام لسنوات عديدة ,وعند لقائهما امتزجت دموع الحزن بدموع الفرح وزغاريد الاستقبال .

يذكر أنه قد صدر قرار يسمح للمجموعات السياحية من الجنسية السورية بالدخول للأردن بعد قيام المكاتب السياحية بتقديم طلب لدى وزارة الداخلية حسب الأصول.

هذا القرار سمح بلم شمل بعض الأمهات  بعائلاتها في المخيم لمدة أربعة عشر يوماً .

"ياسمين محمد" لاجئة سورية في مخيم الزعتري بالأردن قالت : أنا أعيش في المخيم ولم التقي عائلتي منذ تسعة أعوام وفي كل عام يكون عيد الأم بالنسبة لي يوم عادي أو يوم أسود , والأيام العادية صعبة بالنسبة لنا فكيف يكون حالنا في عيد الأم ؟ , وبالرغم من محادثة والدتي على الهاتف إلا أن حرارة الشوق للقائها كانت أقوى .

وتابعت المحمد حديثها , عندما تردد على مسامعي أن مكاتب السياحة تستطيع التقدم بطلب لإحضار العائلات من سوريا زيارة إلى الأردن لم أصدق , إلى أن رأيت عائلات قادمة من سوريا إلى مخيم الزعتري , فقررت زيارة مكتب سياحي ومحاولة إحضار والدتي .

وتضيف المحمد عندما أتت  الموافقة لم أصدق أيضا كنت أشعر بان أحدٍ ما يريد المزاح معي ومن ثم رأيتها أمام عيني , والعناق الأول بيني وبينها من تسع سنوات ,وعدم الرغبة بتركها لا أعرف ما هي الكلمات الحقيقية التي يمكنني أن أصف بها مشاعري في ذاك اليوم .

وأردفت المحمد , أتقدم بالشكر للمملكة الأردنية الهاشمية  بسماحها بمجيء أهلنا لزيارتنا ونتمنى لو كانت مدة الزيارة أطول حتى نتمكن من رؤية أحبابنا فترة أطول .

تتشابه حالة " أم محمد " مع قصة " ياسمين " حيث تقول إنها "اضطررت أن استدين من إحدى صديقاتي لتقديم طلب يسمح بزيارة أمي إلى الأردن ,وأن أراها بعد غياب طويل , مشاهدة أمي على الهاتف,  وسماع صوتها ساعدني على التعلق بالأمل والتمسك بالحياة , لكن ذلك لا يكفي فأخاف أن يحصل لي شي ووالدتي بعيدة عن عيني، في ظل الضغط النفسي الذي نشهده في المخيم وفي ظل الظروف الصعبة والأوضاع المادية السيئة, لا شيء يخفف ذلك سوى رؤية والدتي في عيدها".

وتضيف أم محمد أنه عندما تمت الموافقة راجعت شريط ذكرياتي عندما كنا نلتقي في منزل العائلة ونتوزع حول مائدة واحدة عليها كل ما لذ وطاب من المأكولات , ثم نقطع قالب الحلوى الذي لطالما حمل اسم والدتي مع أطيب التمنيات لها , يختلط بداخل أم محمد أوجاع كثيرة، فتجهش بالبكاء.

وتابعت "تخيل قرار زيارة 14 يوم أضاف حياة جديدة إلى حياتي فكيف لو قرار يسمح ببقاء أمي بجانبي، أتمنى أن تعود الحياة كما كانت ويعم السلام وأن تعود العائلات السورية وتلتقي من جديد بأحبابها وننسى مرارة الحرب واللجوء."

ويذكر أن الأردن يستضيف نحو 670 ألف لاجئ سوري من المسجلين لدى المفوضية السامية، معظمهم خارج المخيمات، فيما تقول مصادر حكومية إن مليون وثلاثة مئة ألف سوري في الأردن.

أضف تعليقك