شكاوى من تدني مستوى التعليم في مدارس السوريين، والتربية: لا نملك عصا سحرية
غرف صفية مغلقة، بيئة مدرسية آمنة، ومناهج تعليمية وافية، معطيات افتقدها الطلبة السوريين منذ اندلاع الأزمة في بلادهم، إلا أن توفيرها كان هاجس المنظمات الإغاثية، ودول اللجوء كما هو الحال في الأردن.
أكثر من 115 ألف طفل من اللاجئين السوريين يتلقون تعليمهم داخل الأردن، بدء من المراحل الابتدائية وحتى الثانوية، إلا أن العملية التعليمية للسوريين لا تخلو من التحديات والصعوبات،
وتقول "هنا عمر" والدة لأربعة طلاب على مقاعد الدراسة، عن العديد من الصعوبات التي تواجه أبناءها خلال تلقيهم خدمات التعليم، وتضيف أنّه خلال ادماج أبنائها مع الطلبة الأردنيين، كان مستوى التعليم لأبنائي جيد، حيث كان هناك اهتمام أكبر في تلقين الدروس، لكن عندما تم تطبيق نظام الفترتين "الفترة المسائية" لم يكن هناك اهتمام في التدريس خلال الفترة المسائية، مشيرةً إلى وجود نوع من "الاهمال" في تقديم الدروس الصفية، وغياب ملحوظ للمعلمين.
العنف داخل المدرسة أمر أخر يؤرق هنا، فلا يخلو يوم مدرسي لأبنائها دون مشاجرة هنا أو هناك، مع طلبة أردنيين تم نقلهم للفترة المسائية.
وأضافت في حديث لـ عمّان نت، أن الطلبة "المشاغبين" خلال الفترة الصباحية من الأردنيين، يتم نقلهم إلى الفترة المسائية وادماجهم مع السورين، مما يسبب في افتعال الكثير من المشاجرات والمشاكسات.
من جانبها قالت وزارة التربية والتعليم، إنّها لا تملك عصا سحرية، لحل مشكلة التحديات التي تواجهها، مشيرةً إلى أنها تصب جلّ اهتماماتها في التخفيف من وطأة الاكتظاظ داخل الغرف الصفية.
حيث قال مهدي ضمور، من إدارة التخطيط والبحث التربوي، إنه ومنذ السنوات الأولى لاندلاع الأزمة السورية، وبدأ الاشقاء السوريين باللجوء إلى الأردن، وأنّ القيادة والحكومة الأردنية، حريصة على تقديم الدعم المستمر بالتعاون مع المانحين الدوليين في هذه المرحلة في الاستجابة الإنسانية نحو الانتقال وتطوير تقديم الخدمات لجعله أكثر استدامة وفعالية وإنصافًا.
ولفت إلى أنّ البرامج اليت وضعتها الوزارة ساهمت في تمكين الأطفال من الحصول على حقهم في التعليم وتوفير خدمات التعليم وحماية الأطفال بمخيمات اللاجئين والمجتمعات المضيفة، كما يشمل دعم التنمية المهنية للمعلمين والتعليم المدمج، بالإضافة إلى تحسين إمكانية الوصول إلى بيئات تعليمية آمنة وشاملة.
مسؤول التعليم في اليونيسيف، أسامة نعيمي، تحدث عن مخاوف عديدة تواجههم خلال تقديم خدمات التعليم للطلبة السورين.
وقال نعيمي إن المنظمة سعت لأن تكرس فكرة التعليم للطفال داخل المدارس، وضرورة تواجدهم داخل الغرف الصفية، حيث تمكنت من إقناعا لكثير من اللاجئين بهذه الفكرة، الا أنّ أزمة كوفيد19، كان هناك مخاوف من عدم اهتمام الأسر السورية من الاستمرار في تعليم أبنائهم، مع تطبيق التعليم الالكتروني.
وأضاف نعيمي، أنّ أكثر 115 ألف طفل سوري في مدارس وزارة التربية والتعليم موزعين على أكثر من 200 مدرسة في محافظات المملكة، لافتاً إلى وجود نحو 36 ألف طالب سوري داخل مدارس المخيمات الثلاث "الزعتري، والأزرق، مريجب الفهود"، من مرحلة رياض الأطفال إلى الثانوية.
وبحسب أخر إحصائيات للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فإن ثلث الأطفال السورين في الأردن والبالغ عددهم 83 ألف طفل سوري، خارج أسوار المدارس.
إستمع الآن