اللاجئون السوريون بين نظرة المجتمع المستضيف وضعف المساعدات

الرابط المختصر

يعتقد أردنيون بأن اللاجئين السوريين في المملكة يتلقون مساعدات مادية وعينية تلبي كافة احتياجاتهم وتأمين تكاليف معيشتهم، وبأن ظروفهم المعيشية جيدة، بل يرى البعض بأن حالهم أفضل من حال بعض العائلات الأردنية، لكن في الواقع الكثير من العائلات السورية ومن هم خارج المخيمات تحديداً استنزفت مواردهم ومدخراتهم في تغطية تكاليف الحياة المعيشية.

وتعتقد أحلام الزعبي، أردنية تعيش في لواء الرمثا، أن الكثير من العائلات السورية اللاجئة حالهم أفضل بكثير من حال العائلات الأردنية بسبب كثافة المساعدات التي تقدم لهم من المفوضية والمنظمات الدولية، فمنها ما يقدم مساعدات مادية ومعنوية وتأمين للمسكن.

وتضيف الزعبي في حديث لـ "سوريون بيننا" أن الكثير من المنح الدراسية المدرسية والجامعية تقدم لهم، إضافة إلى كل سبل الحياة الكريمة، التي تدفهم لعدم الرغبة بالعودة إلى بلادهم.

ويتفق الصحفي محمد عدنان مع أحلام في أن المساعدات المقدمة للاجئين السورين كافية لتأمين حياتهم المعيشية، مشيرا إلى أن الأسر السورية يحصلون على مساعدات عينية ومادية بناءً على عدد أفراد الأسرة، إضافة إلى كوبونات شهرية لشراء مستلزمات الأسرة.

لكن حال اللاجئ السوري أبو فادي، الذي يعيش في اربد ومعيل لثمانية أشخاص جميعهم تحت سن 18 عشر ويشكو ضنك العيش، أجبره على إخراج أبنائه من المدرسة لأجل العمل في ظل وضعه الاقتصادي الصعب.

ويضيف "كنت استلم بصمة وتم قطعها عني ما أجبرني على اخراج أبنائي من المدرسة ليلتحقوا بسوق العمل"، مشيرا إلى أن أحد أبنائه من ذوي الإعاقة ويحتاج إلى رعاية طبية عالية التكاليف.

ولا يختلف حال اللاجئ السوري محمد القاطن في لواء الرمثا، والذي يعيش في الأردن منذ سبع سنوات في ومعيل لأربعة أشخاص، عن أبو فادي كثيرا، فهو يحصل على كوبونات غذائية شهرية من منظمة الأغذية العالمية بقيمة 15 دينار لكل فرد من عائلته فقط، وهي تعتبر بسيطة مقارنة مع مستوى الحياة المعيشية في الأردن، حسب تعبيره.

ويؤكد محمد لـ "سوريون بيننا" أنه غير مستفيد من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، رغم أن أحد أبنائه يعاني نت مرض مزمن في صدره، وحاول الحصول على علاج له من خلال العديد من المنظمات الدولية لكن دون جدوى.

ويوضح الناطق الرسمي باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن، محمد الحواري، إن 30 ألف أسرة سورية لاجئة خارج المخيمات يتلقون مساعدات نقدية شهرية وتسمى بالمعونة الشهرية للاحتياجات الأساسية.

وحول أسس تقديم هذه المعونة يوضح الحواري بأن المفوضية تُقيِّم قيمة الدعم من خلال عدد أفراد الأسرة وكمية الاحتياج.

وأكد أن عددا من الأردنيين مستفيدون من خلال المشاريع التي تطرحها المفوضية.

وكشفت ورقة بحثية صادرة عن البنك الدولي حول تقدير الفقر بين اللاجئين في الأردن في كانون الأول الماضي أن خط الفقر المطلق للاجئين السوريين يقدّر بـ 50 دينارا للفرد شهريا.

وقالت الورقة إن “حساب خط الفقر جاء بناء على المعلومات التي جمعتها المفوضية عن اللاجئين، حيث تم اختيار عينة ممثلة من 40 ألف أسرة”.

ويشار إلى أن أرقام مسح دخل ونفقات الأسرة 2018/2017 كشفت عن أنّ خط الفقر للفرد الأردني قدر بـ 100 دينار للفرد شهريا أي 1200 دينار سنويا.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن نحو 655 ألف لاجئ، ما يقارب 123 ألف منهم يعيشون داخل ثلاثة مخيمات، الزعتري والأزرق ومريجب الفهود (الأزرق الإماراتي)، ووفقاً لإحصائيات حكومية بأن الأردن يستضيف أكثر من مليون وثلاثمئة ألف لاجئ سوري داخل أراضيه.