"الطريق إلى الزعتري"... بعين فتحي المقداد

"الطريق إلى الزعتري"... بعين فتحي المقداد
الرابط المختصر

"مزيد من تداعي أفكاري، و أنا أقف مشدوها أمام البوابة الكبيرة المحاطة بالأسلاك و الحراس، عيناي مركزتان على لوحة كبيرة مكتوب عليها "أهلا بكم في مخيم الزعتري".

كان هناك، خلف الحدود، يراقب قوافل أهله و جيرانه وهي تغادر وطنها في طريقها إلى الزعتري، لتبدأ حكايا الزعتري تصل إلى مسامعه وهو الأديب الذي لطالما عبر عن مكنوناته بكلمات يخطها في السطور، وما بين السطور.

محمد فتحي المقداد، أديب سوري كان قد بدأ بكتابة روايته "الطريق إلى الزعتري"، فجعلته الظروف شاهد عيان عليها.

هذه الرواية هي الأهم بالنسبة له، وهي بانتظار اللمسات الأخيرة لتصبح مكتملة في طريقها إلى النور، لكن الواقع بالنسبة للمقداد طويل ومرير.

وتتمحور رواية المقداد كما يصفها لـ"سوريون بيننا" حول الدوافع التي أجبرت السوريين على عبور هذا الطريق، وهي عديدة برأيه، منها الخوف من القتل والاعتقال واليأس من الواقع الصعب، بالإضافة إلى البطالة التي زادت بشكل لافت نتيجة توقف عجلة الحياة والإحباطات المترافقة مع كل ما سبق، لذلك جاءت الهجرة طلبا للأمان الشخصي والعائلي.

كان المقداد قد بدأ بالكتابة منذ طفولته، ولكن ظروفه في سورية أجبرته على إبقائها حبيسة دفاتره، إلى أن استطاع شراء جهاز حاسوب مستعمل، كان بمثابة نافذته إلى عالم التواصل الإلكتروني، مما مكنه نشر العديد من أعماله وتبادل الأفكار والآراء مع القراء.

يعد المقداد بنظر العديد ممن عرفوه واطلعوا على نتاجه الأدبي، أديبا مبدعا مرهف الحس، استطاع أن يطرح بحرا من التساؤلات و الخواطر التي تمس مشكلاتهم بإسلوب إبداعي مبتكر.
أحد أهم أعماله "شاهد على العتمة" ويتلخص في إفادات عن تاريخ السوريين في المنفى، واعتبر ناقدون عمله الأدبي هذا فريدا بأسلوب طرحه ومعالجته للواقع، وهو الآن تحت الطباعة في بغداد وسيصدر قريبا.

يقول المقداد بأنه خلال الآونة الأخيرة قام بإصدار العديد من الأعمال الأدبية المتنوعة التي تحتاج لسنوات حتى تحظى بالدراسة والتوثيق ضمن المشهد الثقافي والسياسي السوري.

أعمال كثيرة ومتنوعة حملت اسم المقداد، منها خواطر ورواية وقصة قصيرة وقصيرة جدا، كان أهمها:
أقوال غير مأثورة، مقالات ملفقة، دع الأزهار تتفتح، وتراجانا. لكنها تنتظر النور ليتم طباعتها ونشرها.