"الحسين".. حين يكون مخيّما مرتين

"الحسين".. حين يكون مخيّما مرتين
الرابط المختصر

أعباء كثيرة تثقل كاهل اللاجئ السوري وخاصة ممن يقطنون مخيمات اللجوء الفلسطينية في العاصمة عمان، ومنها مخيم الحسين، الذي يعاني سكانه من تردي أوضاع منازله، وضعف البنية التحتية.

أم محمد لاجئة سورية تعيش في المخيم، مع ابنتيها وحفيدها محمود تحدثنا كيف غادرت مخيم الزعتري لتنتقل للعيش في المخيم، لعلها تجد ظروفا معيشية أفضل، لتصطدم بواقع صعب، ابتداء من غلاء أجور البيوت، ومنها منزلها الصغير الذي تدفع 150 دينارا أجرة له.

وترجع أم محمد ذلك الارتفاع إلى اعتاد الكثيرين من ملاك البيوت، بتكفل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بدفع تكاليف السكن لكافة السوريين.

وتشير إلى الوضع السيء لمنازل المخيم، حيث يبدأ سقف بيتها بتسريب المياه لدى أول قطرات الشتاء، حتى اضطرت لإخلائه، فيما لقي أحد جيرانهم مصرعه إثر مداهمة مياه الأمطار لمنزله.

أبو أحمد، يقطن هو وزوجته وطفله الوحيد في بيت صغير بالمخيم، تظلله ألواح الصفيح "الزينكو"، ككثير من منازل المخيم، والذي تتسرب منه مياه الأمطار، ورغم ذلك، يدفع ما قيمته 115 دينار أجرة له.

وبأسى بالغ يقول أبو أحمد إن السوري يقاسي اللجوء مرتين في المخيم، نظرا لاستغلال ملاك البيوت.

ولم يكن ينقص هذا المنزل سوى انقطاع المياه، حيث يضطر أبو أحمد إلى جلب المياه بالزجاجات، لعدم وصول المياه إلا في يومين من الأسبوع.

وتقدر أعداد السوريين في المخيم بحوالي 300 عائلة مسجلة، ممن تعنى بعض الجمعيات بتقديم المساعدات العينية لهم، دون أن تتحمل مسألة أعادة ترميم أو تصليح منازل بعضهم المتهالكة.

من جهته، يوضح الناطق الرسمي باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين محمد الحواري، أن مخيم الحسين وباقي المخيمات الخاصة بالاجئين الفلسطينين، تقع تحت إدارة وكالة إغاثة وتشغيل الفلسطينيين "الاونروا"، مشيرا إلى تعامل المفوضية مع السوريين فيه أسوة بغيرهم من اللاجئين في مختلف مناطق المملكة.

ويضيف الحواري بأنه لا توجد مساعدات مقدمة لترميم البيوت التي تحتاج إلى صيانة، وذلك لأن اللاجئين السوريين لا يملكونها.

هذا حال اللاجئين السوريين في مخيم الحسين، وحال البيوت المتهالكة التي يقطنونها، في المخيم الذي أنشئ منذ النكبة الفلسطينية عام 1948، ليكون ملاذا للاجئين سوريين، ومخيما لموجة لجوء ثانية.