التفاعل اللغوي السوري في المجتمع الأردني

الرابط المختصر

على مبدأ التفاعل الاجتماعي، أصبح من الشائع أن تسمع مصطلحات وكلمات من اللهجة الأردنية على ألسنة السوريين، أو ميلا للكنة السورية بين أفواه أبناء المجتمع المضيف في المملكة، خاصة مع زيادة انخراط اللاجئين السوريين اجتماعيا واقتصاديا في المجتمع الأردني.

فلا تكاد محافظة من محافظات الأردن تخلو من الوجود السوري، كجيران اجتماعيا، أو منخرطين في سوق العمل، أو منشئين لمشاريعهم التي باتت تحمل أسماءهم السورية.

أحمد، وهو طالب جامعي أردني، يرى أن من الطبيعي انتشار الكلمات الخاصة بالسوريين في المجتمع الأردني، وذلك لخفتها ، واستخدامها بشكل كبير في تفاصيل الحياة اليومية في الجامعة مع زملائه، إلى أن أصبح هو نفسه يستخدم بعض المصطلحات من اللهجة السورية.

ولا تخفي الإعلامية الأردنية كوثر زيدان، حبها للكنة السورية، إضافة إلى المأكولات والحلويات السورية، مشيرة إلى أنها وزملاءها الإعلاميين يستخدمون عددا من الكلمات السورية في برامجهم كوسيلة لإيصال صوتهم لأكبر فئة من الجمهور.

الباحث الاجتماعي موسى العموش، يؤكد أن اندماج السوريين في سوق العمل الأردني، وانتشار ثقافتهم اللغوية الخاصة كان سريعا جدا، وذلك للقرب الجغرافي والديمغرافي بين البلدين.

ويلفت العموش إلى أن انتشار اللهجة السورية في المجتمع الأردني سبق موجة اللجوء خلال السنوات الأخيرة، وذلك من خلال الدراما السورية التي يتابعها الأردنيون منذ سبعينيات القرن الماضي، الأمر الذي تزايد بعد دخول الأعداد الكبيرة من السوريين إلى المملكة.

وعلى المقلب الآخر، تنتشر اللهجة الأردنية بشكل كبير في أوساط السوريين، وخاصة الأطفال منهم، والذين التحقوا بالمدارس الأردنية، أو انخرطوا في سوق العمل المحلي، إلى أن تجد صعوبة في كثير من الأحيان، بتمييز الطالب السوري عن زميله الأردني، كما هو الحال لدى الطفل السوري عبادة، الطالب في الصف السابع .

وهنا يشير العموش إلى أن من الطبيعي تأثر السوريين باللهجة الأردنية، وبالعادات والتقاليد المحلية، موضحا بأن تفاعلهم مع بعضهم في المدارس والدوائر الحكومية والمرافق العامة، يجعل السوريون وخاصة الأطفال واليافعين، يستخدمون بعض المصطلحات الأردنية بصورة عفوية، لينسجموا مع المجتمع المضيف.

أكثر من 1.4 مليون سوري يعيشون في الأردن، فاق عددهم في محافظة المفرق عدد السكان الأصليين بما يزيد عن 120 ألفا، ليشكلوا جزءا من النسيج المجتمعي المحلي، والذي يشكل امتدادا طبيعيا، ديغرافيا وتاريخيا، لمجتمعهم السوري.