استطاعت الوصول إلى معارض خارج مخيم الزعتري.. تعرَّف إلى قصة سُهيمة
"بالأمل نحيا وبالفن نغير الحياة" بهذه الكلمات عبرت سهيمة عن شغفها وتميزها بالرسم الذي دفعها لأتخاذه مصدر رزق لها ولعائلتها المكونة من أربعة أشخاص.
سهيمة العماري ابنة ال 17 عشر عاما لجأت الى الاردن عام 2013 وتعيش داخل مخيم الزعتري مع والدتها المعيلة لأسرتها تقول انها "استطاعت أن تستثمر طاقتها، وموهبتها في الرسم منذ كان عمرها خمس سنوات وعملت جاهدة على تنمية موهبتها الى أن بدأت بالمشاركة في المعارض الفنية داخل مخيم الزعتري."
تستخدم سهيمة الطين والقهوة والفحم وقصاصات الورق لتعبر عما يجول بداخلها؛ فتحاول رسم كل ما تفقده عيناها من حدائق وأشجار داخل المخيم، بالاضافة الى رسمها تصاميم الأزياء.
وتضيف أنها تجد صعوبة في تأمين لوحات للرسم بسبب التكاليف الباهضة لذلك تلجأ الى قماش الخيام لرسم لوحاتها.
"صار عندي وقت فراغ كتير ما بعرف شو اعمل فيه، المعارض أغلقت وسجلت بدورة رسم لتنمية موهبتي بسبب فيروس كورونا توقف كل شيء وبطلت قادرة على تأمين أدوات للرسم.
هكذا عبرت سهيمة عن الصعوبات التي واجهتها خلال الجائحة ولكن ادمانها على الرسم جعلها تمارس هوايتها بأبسط الأدوات المتوفرة لديها.
وتقول العماري إن المخيم مليء بالطاقات والمواهب لكن الشباب لم تتلقى أي دعم لإيصال مواهبهم خارج حدود المخيم، لكنها رغم ذلك تشعر بالفخر بنفسها بعد أن باعت اول لوحة من لوحاتها في أحد معارض عمان بـ 30 دينارا أردنيا.
قررت العماري نشر رسوماتها على الانستغرام لتتلقى التشجيع والدعم والمحبة من الناس، مشيرة إلى انها قادرة على تنظيم وقتها بين الرسم والدراسة وأنها من المتفوقين في المدرسة بدعم والدتها.
ولتميزها تلقت الشابة دعوة من السفير الكندي لتكريمها على ما قامت به من مبادرات في الرسم على كرفانات المخيم ومشاركتها في عدة معارض منها مع فريق طوق الياسمين.
وكأي طفلة تحلم سهيمة بعد إكمال دراستها بأن تصبح فنانة معروفة وأن تفتتح معرضا خاصا بها لمشاركة كل لوحاتها وايصالها الى العالم.
وتبقى قصص النجاح التي يقدمها الشباب رغم التحديات نبراسا لتحقيق طموحاتهم، وتبقى المرأة السورية شعلة نجاح تضيء اينما حلت، وقادرة على التأقلم مع قسوة الحياة وتغير الأوضاع والمحافظة على مكانتها وتميزها.
إستمع الآن