الربابة تحكي، والعتابا تحضن المكان: الفن الشامي حي بين إيدينا مع المصري أبو طارق في برنامج "نسيج"

الرابط المختصر

في حلقة جديدة من برنامج "نسيج" على راديو البلد، أخذنا الفنان المصري أبو طارق وابنه طارق في رحلة موسيقية أصيلة إلى قلب التراث الشامي، مستعرضين جماليات الربابة والعتابا والقدود الحلبيّة، مع إبراز دور الدبكات والعراضة الشامية في الحفاظ على الهوية الثقافية الشامية في الأردن.

بدأ أبو طارق حديثه بالتأكيد على أن حبه للربابة بدأ منذ طفولته في سوريا، حين تعرف على هذا الفن التراثي عبر صديق له، وهو ما دفعه لاحقًا إلى تطوير موهبته بعد قدومه إلى مخيم الزعتري عام 2013، حيث اشترى أول ربابة وبدأ التدريب الذاتي حتى أصبح اليوم أحد أبرز عازفي هذه الآلة التراثية. وأوضح أن الربابة ليست مجرد آلة موسيقية، بل جسر يربط الأجيال ويحيي جلسات السمر والقصص الشعبية، بينما العتابا تضفي دفئًا على الجلسة وتخلق تواصلًا مباشرًا مع الجمهور.

كما تطرّق الحوار إلى انتقال هذا الفن إلى الجيل الجديد، حيث أصبح الابن طارق يعزف على الأورج، محافظًا على الروح الشامية مع لمسات حديثة، وهو ما يبرهن على قدرة الموسيقى التراثية على التكيف مع الزمن دون أن تفقد هويتها. وشارك أبو طارق تفاصيل لقاءاته مع الجاليات الشامية في الأردن، موضحًا أن التواصل الاجتماعي ساعد في الحفاظ على الفنون الشامية ونقلها إلى الجلسات العائلية والاحتفالات في مناطق مثل عمان والزرقاء والرمثا.

الحلقة لم تقتصر على الجانب الموسيقي فحسب، بل تطرقت أيضًا إلى تجربة الشوام في الأردن، حيث قدم الأستاذ نورس الرجال سردًا تاريخيًا عن قدومهم منذ منتصف القرن التاسع عشر، وكيف أسهموا في تأسيس الأسواق ونشر الثقافة والمعرفة، مع الحفاظ على هويتهم الشامية، واندماجهم تدريجيًا مع المجتمع الأردني.

واختتمت الحلقة بتقديم هدية خاصة من أبو طارق، وهي ربابة يدوية الصنع، كإهداء لبرنامج "نسيج"، مع أداء موسيقي حي يجمع بين الربابة والأورج، مقدمًا عتابة أصيلة وأغانٍ شامية تقليدية، لتكون الحلقة بمثابة احتفال حي بالموسيقى والتراث وتأكيدًا على أن الفن الشامي حي ومتجذر بين أيدينا.