إرباك وخوف لدى لاجئين بعد إغلاق أطباء بلا حدود أكبر بعثاتها

الرابط المختصر

لم يكن خبر إغلاق إحدى أكبر بعثات أطباء بلا حدود في الأردن، عابر سبيل، فقرارها كان صاعقاً على اللاجئين السورين، الذين يتلقون خدماتهم الصحية والإنسانية منها، حيث خلقت حالةٌ والإرباكِ والخوفِ على مستقبلهم الصحي، وسط  قلة حيلتهم المادية للعلاج في المستشفيات الخاصة الأردنية.

فأسرة اللاجئ أحمد تحاول منذ أكثر من شهر، على جمع مبلغ من المال لإجراء عملية جراحية له في أحد المستشفيات الخاصة، وفق ما تحدث به لنا شقيقه الأصغر بشار.

وقال بشار في حديث لـ برنامج "سوريون بيننا"، أنه وأسرته اضطروا في تأخير العملية الجراحية لـ شقيقه "أحمد" لأكثر من شهر، من أجل تجميع المبلغ ثمناً لفاتورة علاجه الذي حددته إحدى المستشفيات الخاصة في شمال الممكلة، مشيراً إلى أنّه ليس هناك قدره مالية للعائلات السورية في الأردن للذهاب للمستفيات الخاصة.

وبين بشار بأنّ هذا التغير المفاجئ من قبل أطباء بلا حدود خاصة في هذه الأوقات العصيبة، اربكت آلالاف الأسر من اللاجئين السورين، قائلاً :" كنا مأمنيين في أطباء بلا حدود وكانت المنظمة تقدم أفضل أنواع الخدمات الصحية، لكن تفاجئنا بإغلاق مكتبهم في الاردن وهاذ الاشي أثر علينا كثير، الأن صرنا نروح ع مستشفيات خاصة وندفع الي فوقينا والي تحتينا حتى نتعلاج".

 

هذا القرار بات لدى اللاجئين السوريين، نوعاً من الحصار الذي دار عليهم منذ بدء الأزمة في بلادهم، فاجتمعت عليهم العديد من الأزمات التي أرهقت كاهلهم، الأمر الذي أغضب اللاجئ محمد خلف وطالب بعودتها لمخيم الزعتري.

وقال خلف إنّ المراكز الصحية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود كانت في الزعتري منذ نشأته، وكانت تستقبل جميع الحالات المرضية وتقدم الخدمات العلاجية والصحية والدوائية بشكل مجاني للسورين.

وأشار إلى العديد من اللاجئن شعروا بفارق في نوعية الخدمات الصحية التي تقدم لهم من خلال العديد من المنظمات الإغاثية، قائلاً: "وين كنا ووين صرنا"، مطالباً بعودة المنظمة للعمل داخل المخيم.

المنطمة أوضحت عبر مسؤولة الإعلام إيناس أبو خلف، خارطة عمل أطباء بلا حدود في قادم الأيام، مؤكدةً على استمرار ومواصلة المنظمة، في تقديم خدماتها الصحية والانسانية للسورين وغيرهم من اللاجئين في الأردن والبلدان المستضيفة.

وأكّدت أبو خلف في حديث لبرنامج "سورين بيننا"، أنّ منظمة أطباء بلا حدود كمنظمة إغاثية إنسانية وطبية، ستستمر في متابعة ومراقبة الوضع الصحي للاجئين السورين عن كثب سواء في الأردن أو البلدان المستضيفة لهم، مشيرةً إلى أنّ الكوادر التابعة للمنظمة، لايزالوا ملتزمون في توفير الرعاية الصحية للاجئين السورين.

ولفتت إلى أنّ المنظمة مستمرة في التكييف مع السياق المتغير في سوريا، من أجل مواصلة الاستجابة لاحتياجات الانسانية والطبية، وتقديم مختلف أنواع العلاجات لهم، موضحةً بأنه لايزال تأثير الأزمة السورية قائماً سواء على الشعب السوري وعلى النظام الصحي على اللاجئين سواء كانوا في الأردن أو لبنان أو تركيا وغيرها من الدول.

 

وأضافت في سياق حديثها، أنه بعد تقييّم الحالة الصحية للاجئين السورين في الأردن بدأنا بتقديم الرعاية الصحية الجراحية لمصابي الحرب في سوريا، وما زال هذا المشروع قائم، ومستمرون في استقبال السوريين الذين تعرضوا لإصابات بالغة جراء الاقتتال داخل الأراضي السورية،  من خلال تقديم رعاية طبية متخصصة لعلاجهم، وتتثمل بـ "جراحة الوجه والفكيّن، جراحة العظام ومضاعفات إصابات الكسور، الحروق البالغة".

وبدأت منظمة أطباء بلا حدود الاستجابة لأزمات اللاجئين السوريين في الأردن عام 2013، من خلال افتتاح مستشفى جراحي للطوارئ في الرمثا لعلاج جرحى الحرب الذين يعبرون الحدود من جنوب سوريا.