"ظروف الحياة الي عشتها في الأردن دفعتني إنه اشتغل شغلين حاليا عاملة نظافة في مدرسة من الصبح للظهر وبعد الظهر للمغرب في مركز تجميل" تقول هند.
انفصلت السيدة السورية هند، 30 سنة وتقيم في جرش، عن زوجها بعد خلافات بينهما، لكن ذلك أضاف عبئا على كاهلها، إذ أصبحت بحاجة إلى عمل آخر كي تتمكن من إعالة طفلتيها.
وتوضح في حديثها لـ "عمان نت": "في البداية كان شغل واحد بكفي لكن المصاريف كثرت وصار عندي بيت مستقل بعد انفصالي عن زوجي ولازم أدفع أجرة البيت ومصروف بناتي الثنتين، فاضطريت انه أعمل بمهنة التجميل".
ودفعت الحاجة هند إلى العمل منذ خمس سنوات لساعات طويلة من دون تصريح عمل يتيح لها العمل بشكل قانوني، والحصول على ضمان اجتماعي وتأمين صحي، فحياة اللجوء قاسية، حسب وصفها.
وتلقت هند الدعم المادي والمعنوي من المجتمع المحيط وتقول "جيراني وأصحاب العمل ساعدوني كثير إنه أوصل لهون، دعموني نفسيا وماديا وقدمولي تسهيلات بعد ما كنت عايشة مع زوجي بقهر وظلم".
دافع واحد للعمل!
ولا تختلف دوافع العمل لدى هند عن السيدة السورية فاطمة المتزوجة من أردني، لكن وقوف زوجها إلى جانبها كان له أثرا إيجابيا في مساعدتها بتطوير عملها وافتتاح صالون نسائي خاص بها.
وتقول فاطمة التي تعيش في مدينة جرش، إنها تعمل لتحسين مستوى معيشتها وحياة أطفالها، إضافة إلى دافع حب العمل وأن تكون منتجة وتساعد زوجها في بناء الأسرة.
وتضيف أن بداية العمل كان هواية لكنها طورت مهاراتها تدريجيا إلى أن أصبحت متمكنة وعملها "معروف بين الناس"، حسب تعبيرها.
وكان لزوج فاطمة وأهلها دور في نجاحها، حيث تلقت الدعم المعنوي منهم، إضافة إلى أن زوجها ساهم في تكاليف الصالون، والاعتناء بأطفالهم خلال فترة غيابها عن البيت، بعد عودته من عمله.
ورغم "اختلاف الظروف عن العمل في سوريا ووجود عقبات، منها عدم قدرتها على استصدار تصريح عمل والتعامل السيء من قبل بعض أصحاب العمل، إلا أنها أصرت على اثبات وجودها"، تقول فاطمة.
تصاريح عمل خجولة للنساء
وأعفت الحكومة الأردنية اللاجئين/ات السوريين/ات من رسوم استصدار تصاريح العمل، منذ عام 2016، وأتيح لهم الحصول على تصاريح عمل مرنة غير مرتبطة بصاحب عمل.
وبحسب تقرير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فإن 8579 سيدة سورية استصدرت تصريح عمل منذ سنة 2016 وحتى الثالث عشر من شباط/فبراير الماضي من أصل 181843 تصريح عمل صادر للاجئين السوريين أي بنسبة 4.72%، فيما تعمل نساء أخريات في عدة قطاعات بشكل منتظم، إذ أنه يسمح للسوريين العمل في مهن محددة وفق قرارات وزير العمل.
تقول رانيا باكير مساعد أول مسؤول قسم سبل العيش في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين "اننا كمفوضية ندعم النساء السوريات اللاتي يردن العمل بمشاريعهن الخاصة من خلال تقديم مبالغ مالية بسيطة حتى يستطعن الوقوف على أرجلهن في هذه المشاريع"، مؤكدة أنهم يقومون بتوجيه النساء تقنيا من خلال تزويدهن بمهارات تنقصهن او معلومات تفيدهن حتى يصلن بر الأمان.
وفيما يتعلق بدمج النساء السوريات والأردنيات تقول باكيرلا نفرض هذا الشيء على أي أحد لكن دورنا هو تقديم الخبرات وتسهيل تسجيل العمل لكلا الطرفين لضمان الحقوق، بالإضافة لعمل دراسات واستشارات معينة تساعدهن في التطور في العمل.
وترى وزير الدولة لشؤون الإعلام السابق، جمانة غنيمات، أن الأردن ورغم ضعف الموارد والإمكانات إلا انه تعامل مع الأزمات في المنطقة وقدم ما باستطاعته للاجئين وخصوصا السيدات منهم، لتحسين حياتهن الاقتصادية والاجتماعية من خلال إطلاق خطة وطنية استجابة للقرار 1325.
ويقول الناشط المجتمعي في جرش معاذ خطاطبة، إن المنظمات ساهمت بتعزيز الدمج المجتمعي بين السوريين والأردنيين من خلال إعطائهم تدريبات على العمل سويةً.
ولفت الخطاطبة إلى أن هذه العلاقات ساهمت في الانعكاس الجيد على إنتاجية العمل، مبينا أهمية تشغيل السوريين في تحفيز الاقتصاد وعجلة الإنتاج وتحويل هؤلاء السوريين إلى أشخاص منتجين يعيلون أسرهم بنفسهم، ويقول"أن هناك بعض المهن لا يجيدها أحد بشكل جيد كالسوريين، كاعمال البناء مثلا".
ينشر هذا التقرير ضمن برنامج مؤسسة شبكة الصحفيات السوريات “المرأة والأمن والسلام” وبالتعاون مع شبكة الإعلام المجتمعي (عمان نت)