محمية الازرق تجاهد لاستعادة مياهها وطيورها المهاجرة

محمية الازرق تجاهد لاستعادة مياهها وطيورها المهاجرة

تجاهد محمية الازرق للتعافي من اثار كارثة سنوات الضخ الجائر التي افقدتها مسطحاتها المائية الشهيرة، وكذلك كثيرا من مزايا موقعها كمحطة استراحة صحراوية للطيور المهاجرة خلال رحلتها الطويلة من افريقيا الى اوروبا

 

كانت المحمية انشئت عام 1978، وذلك بعد سنة من ادراجها من قبل اتفاقية "رامسار" الدولية الخاصة بالحفاظ على المناطق الرطبة باعتبارها أساسية للطيور المهاجرة على الطريق الأفريقي-الأوراسي، كما يوضح مديرها حازم الحريشة.

 

ويعد الاردن اول دولة عربية تنضم الى الاتفاقية التي وقعها 168 بلدا، وذلك بعد ترشيحه واحة الازرق باعتبارها المنطقة الرطبة الوحيدة في المملكة.

 

وقال الحريشة ان الواحة كانت حينها "جنة" تغطيها مروج خضراء ومسطحات مائية تمتمد على مساحة تبلغ 27 كيلومترا مربعا، ولكنها تقلصت الان الى 1,7 كيلومترا فقط، نتيجة الضخ الجائر للمياه في فترة التسعينيات الى عمان والزرقاء واربد.

 

واضاف ان الجمعية الملكية لحماية الطبيعة اطلقت عام 1994 مشروعا مدته اربع سنوات بهدف اعادة تاهيل الواحة، وتم في اطاره تنظيف مساحات واسعة من مسطحاتها التي اصبحت مغطاة بنبات القصب، كما اتفقت مع وزارة المياه على تزويدها بما بين مليون الى مليون ونصف المليون متر مكعب من الماء، وهي الحصة التي لم تحصل عليها كاملة.

 

وبين الحريشة ان عدم حصول المحمية على كامل حصتها كان بسبب عوامل ابرزها ارتفاع الطلب على المياه نتيجة الزيادة في اعداد السكان سواء الطبيعية منها او الناجمة عن اقامة مخيم لللاجئين السوريين في المنطقة.

 

ولفت الى ان الاهالي كثيرا ما كانوا يعترضون على ضخ المياه الى المحمية، ويتهمونها بالاستيلاء على حصتهم، علما ان نصيب المحمية بموجب الاتفاق المبرم مع الوزارة لم يحدث ان تجاوز 600 الف متر مكعب، ولم يمس ابدا حصة الاهالي.

 

وقال الحريشة الى ان المشروع نجح في استعادة نحو 7 بالمئة من مساحة الواحة الاصلية، وذلك من اصل النسبة المستهدفة والبالغة 10 بالمئة، وفي حال توفر التمويل في الفترات القادمة فسوف يتم التوسع في الرقعة الرطبة لتصل الى 12 بالمئة.

 

واضاف انه بوشر بعد الانتهاء من المشروع في انشاء منطقة تنزه وممرات سياحية داخل المحمية وكذلك مركز للزوار وموقع لمراقبة الطيور، بالاضافة الى اعاده نوع من السمك السرحاني الذي كاد ينقرض، ويعد الحيوان الفقاري الوحيد المتوطن في الأردن، إذ أنه لا يوجد في أي مكان آخر في العالم.

 

وتابع انه جرى كذلك ادخال الجاموس المائي الى المحمية عام 1998، وبدأ الامر باربعة رؤوس في المرحلة الاولى، وذلك من اجل ان يكون اداة مساعدة في التخلص من النباتات غير المرغوب فيها كنبتة القصب، والتي تشكل غذاء لهذا الحيوان.

 

ونوه الحريشة الى انه جرى مؤخرا تقديم مقترح لانشاء مسطح مائي جديد في المنطقة الشمالية للمحمية خصوصا مع توفر التمويل وتحسن عملية التزود المائي واستقرارها نسبيا منذ بدء الضخ من حوض الديسي في العام 2013.

 

وشدد على ان المحمية تشكل محطة مهمة في هجرة الطيور، حيث سجل في السابق 420 نوعا من الطيور المهاجرة في الاردن، كان منها 350 في منطقة الازرق وحدها، ولكن مع اختفاء الواحة تراجع العدد الى 274 نوعا.

 

وتذكر السجلات ان الازرق كانت تجتذب مليون طائر مهاجر في وقت واحد حتى عقد الثمانينيات.

 

واضاف الحريشة ان المحمية تعد ايضا محطة مهمة لعملية تحجيل الطيور، والتي تتضمن اصطيادها بوساطة شباك كبيرة من اجل دراستها ووضع علامات عليها لغايات البحث العلمي، وذلك قبل اعادة اطلاقها.

 

الى ذلك، يشير مدير محمية الازرق الى التراجع الحاصل في اعداد السياح الاجانب الى المحمية في مقابل تزايد اعداد زائريها من الاردنيين، معتبرا ان الترويج لها غير كاف، وان هناك حاجة الى خطة اوضح تنخرط فيها شركات السياحة.

أضف تعليقك