مرة أخرى طريق خو- الهاشمية

مرة أخرى طريق خو- الهاشمية
الرابط المختصر

هذه المرة انتهى حادث تدهور صهريج عصر 25 ايلول محمل بمادة النفط الخام في منطقة الهاشمية بالقرب من إشارات خو في الزرقاء بجروح بسيطة لسائق الصهريج، وانسكاب المادة واشتعالها، ولكن نتيجه الحوادث على مثلث الموت كما يطلق عليه أهالي المنطقة ليست دائما بهذه البساطة.

عائلات بأكملها فجعت بوالد أو والده او أطفال وأحيانا أكثر من فرد من الأسرة في حوادث الصهاريج المتكررة على مثلث خو الهاشمية والتي صنفته دراسات الأمن العام كأحد النقاط السوداء، اي من أشد المناطق خطورة فيما يتعلق بسهولة حصول الحوادث وخطورتها في ذات الوقت.

يتداول أهالي الهاشمية ومن اعتادوا سلوك الطريق منها أو اليها او المرور بها للتنقل بين محافظات الزرقاء وأربد، أسماء عديدة لهذه الطريق، وكلها لا تخرج عن دائرة الرعب أو الموت لأن الحوادث هناك لا تنتهي غالبا بجروح بسيطة بل كثيرا ما يرافقها موت حرقا او تأثرا بجراح خطيرة أو أكثر من حالة وفاة.

وعادة ما تزيد نسبة تلك الحوادث مع اقتراب فصل الشتاء حيث تبدأ حوادث الانزلاق سواء للمركبات الصغيرة بسبب انسكاب وتسرب النفط والزيوت من الصهاريج المحملة بالنفط الخام على الطريق عندما تكون متجهة صوب مكان التفريغ بمنطقة مصفاة البترول- الهاشمية، او الصهاريج نفسها التي لا تقل حمولتها عادة عن 39 طنا من النفط الخام أو المكرر.

صدرت قرارت وتعليمات عدة من قبل وزارة الاشغال وادارة السير وادارة شركة مصفاة البترول لإلزام صهاريج النفط بسلوك المسرب الايمن من هذه الطريق، إلا أن التطبيق هش وضعيف، فمسارب الطريق أربعة والفتحات العشوائية غير المدروسة هندسيا تزيد عن 15 فتحة غير مبررة في طريق ثبتت خطورتها عمليا وتجرع المواطنون آلاما عديدة بسببها.

تصميم الطريق ليس وحده المسؤول عن تلك الحوادث، فالسائقون أيضا لا يلتزمون بقواعد السير والتي يجب ان تراعي بشكل اكثر جدية في مثل تلك المناطق الخطرة، كما يشكك مواطنون بأهلية سائقين لتلك الصهاريج من خلال مشاهدتهم للسرعة العالية التي يقودون بها أضافة الى تهور بعضهم أثناء القيادة.

بحسب تعليمات نظام ترخيص السواقين لسنة 2008 "لا تمنح رخصة القيادة من الفئة السادسة إلا بعد مرور سنتين على الأقل من تاريخ الحصول على رخصة قيادة  من الفئة الخامسة، ولإدارة الترخيص أن تصدر رخصة قيادة من الفئة الخامسة أو السادسة للسائقين المصنفين بالدرجة الأولى في القوات المسلحة الأردنية والأمن العام وقوات الدرك والمخابرات العامة والدفاع المدني دون التقيد بالمدد المقررة لأي منها بمقتضى هذه المادة شريطة إجتياز الفحص الفني المقرر."

ونحن نعلم ان كثيرا من التعليمات والقوانين لا يتم التقيد بها حرفيا.

مديرية الأمن العام وبلدية الهاشمية وبلدية الزرقاء ووزارة الأشغال ومصفاة البترول جهات رسمية جميعها شريكة في إيجاد حلة سريع لهذه الطريق التي تعد كارثة على أهالي الهاشمية بشكل خاص والمواطنين الأردنيين بشكل عام، بدءا من التصميم الهندسي الصحيح، ومنح رخص سوق محكمة، والزام مصفاة البترول الوفاء بالتزاماتها المجتمعية والوطنية والمساهمة في تأهيل هذه الطريق الحيوية والخطيرة في ذات الوقت.

أضف تعليقك