الافطار على سيجارة.. إغراء لا يقاومه الكثيرون برغم المخاطر

الافطار على سيجارة.. إغراء لا يقاومه الكثيرون برغم المخاطر

ما ان ينطلق اذان المغرب حتى يسارع ابراهيم ناصر عبدالله الى اشعال سيجارة ليطفئ بها اشتياقه الى النيكوتين، والذي يطغى في تلك اللحظات على شعوره بالعطش والجوع بعد صوم نهار طويل.

 

وابراهيم واحد من كثير من المدخنين الذين يتبعون هذه العادة مجازفين بتعريض انفسهم الى مخاطر صحية عديدة، وبعضها ربما يكون فوريا وقاتلا.

 

وهو يؤكد انه يدخن سيجارتين متلاحقتين حتى قبل ان يمد يده الى الطعام، والذي لا تلبث ان تتراجع رغبته فيه تحت تاثير التفاعلات التي يخلقها النيكوتين في جسمه ودماغه.

 

ويصف ابراهيم نفسه بانه مدخن عتيق، ويقول انه اعتاد منذ زمن على التدخين قبل الافطار برغم ادراكه للمخاطر. مضيفا ان المائدة بما عليها من اطايب "لا تملأ عينيه" حيث ان اغراءها لا يضاهي اغراء السيجارة في تلك اللحظات.

 

وكما يؤكد، فهو يحرص على تدخين اكبر عدد ممكن من السجائر قبل ان يحين موعد السحور، وذلك على ما يبدو للتعويض عن ساعات الحرمان الطويلة من النيكوتين خلال النهار، والتي تمتد الى نحو 16 ساعة.

ويحذر مختصون من ان التدخين قبل الافطار ينطوي على مخاطر صحية عديدة، ومن بينها انه يزيد من احتمالات الاصابة بالسكتات الدماغية المفاجئة، كما يرفع من نسبة حدوث التضيق المفاجئ في شرايين القلب وبالتالي السكتة القلبية.

 

واوضح الطبيب تميم شقوري أن اكثر الأضرار شيوعا تتركز في المعدة لان النيكوتين يتسبب بحدوث التهابات في جدارها وكذلك احتقانات ربما تقود الى الاصابة بالقرحة.

 

واضاف أن نسبة السوائل في الجسم تكون قليلة خاصة بعد صيام ست عشرة ساعة، وعند الإفطار على السجائر فإن تركيز النيكوتين في القصبات يرتفع وقد يؤدي الى الاصابة بالإحتقان الشديد وحدوث تقلصات في الشعب الهوائية.

 

وقال شقوري ان أفضل وسيلة للحد من الأضرار هي الاقلاع عن التدخين، او على الاقل التخفيف منه قدر المستطاع.

 

ومن جهتها، تعتبر أخصائية التغذية ميساء دحبور الافطار على السجائر  مؤشرا على ان الشخص وصل الى اخطر مراحل ادمان النيكوتين.

 

وتقول ان دخول النيكوتين المفاجئ الى المعدة الخاوية عند الإفطار يؤدي الى زيادة إفراز الأحماض فيها بنسب عالية، ما يضاعف احتمالات الاصابة بقرحة المعدة واورامها فضلا عن الاضرار التي قد تلحق باعضاء الجهاز الهضمي الاخرى.

 

وتنصح دحبور المدخنين بالاقلاع عن هذه العادة بشكل نهائي تجنبا لمخاطرها المؤكدة، وتشير الى وجود وسائل يمكن ان تساعد على ذلك، ومن بينها اللبان وحلوى النيكوتين وكذلك رذاذات الانف والفم واللواصق التي تحتوي هذه المادة.

 

على ان الطبيب شقوري يرى ان هذه الوسائل غير مجدية، وعادة تبوء بالفشل، حيث سرعان ما يعود الشخص بعدها الى التدخين، معتبرا ان الافضل هو ان يعتمد الشخص على قوة الارادة.

 

وبدوره، شدد الباحث الشرعي سامي ابو لطيفة على الدخان محرم شرعا بدليل قوله تعالى "ولا تقتلوا انفسكم"، مبينا ان شاربه مًهلك لماله ونفسه، والمفطر عليه يكون قد افطر على محرم كمثل الذي يفطر على الخمر.

 

واعتبر ابو لطيفة شهر رمضان فرصة للاقلاع عن التدخين كون ساعات النهار طويلة، داعيا المدخنين الى ان يتحلوا بالارادة والتصميم من اجل ان يعتادوا الاستغناء عنه في كل الاوقات كما هي الحال خلال ساعات الصيام.

أضف تعليقك