"كنت من الطلبة النشيطين داخل الجامعة، وحصلت على العديد من الدورات المتعلقة بتخصصي وأنا على مقاعد الدراسة وبعد التخرج، مثل دورات المحاسبة والاقتصاد المالي، كما حصلت على تدريب مدة 3 شهور في إحدى البنوك بمحافظة جرش، منذ تخرجي لغاية اليوم وأنا أبحث عن فرص عمل لكن لغاية الآن لم أحصل ولا على فرصة عمل واحدة" هكذا بدأت بتول الباحثة عن عمل تسرد قصتها لنا بالحديث عن البطالة بين الإناث في جرش
وتضيف بتول "أنني ذهبت لأكثر من معرض وظيفي، لكنني رأيت أن السير الذاتية وطلبات التقديم مهملة بالأرض بعد انتهاء المعرض"
يشير تقرير أصدره مركز تمكين للدعم والمساندة عام 2018 أن ارتفاع نسبة البطالة بين النساء تعود إلى عدم وجود فرص عمل لائقة، مما جعل النساء تلجأ إلى العمل في القطاع غير المنظم والقبول بأي ظرف عمل من تدني أجور وطول ساعات العمل وغياب الحماية الاجتماعية.
بدوره يؤكد مدير عمل جرش سالم بني سلامة أنه تم إنشاء مشاريع المصانع الانتاجية بعد دراسات أثبتت ارتفاع نسبة البطالة بين الإناث في المحافظة، مضيفا أنها توظف ما بين 800 إلى 1000 فتاة من المحافظة
ويشير بني سلامة أن محافظة جرش فرص العمل فيها قليلة جدا، مؤكدا على الفتيات أن تعمل في هذه الفرص بدلا من انتظار ديوان الخدمة المدنية.
ويبين أنه تم توفير حوالي 400 فرصة عمل للإناث في مصنعي سوف والكتة في القطاع الانتاجي، تشمل عاملات خياطة، قص، تعبئة وتغليف، وعاملات كوي الملابس، مشيرا إلى أن هذه الفرص تشمل تأمين صحي، ضمان اجتماعي ، والحد الأدني للأجور.
حسب دراسة أعدها معهد تضامن للنساء الأردني يشار إلى أن محافظة جرش احتلت ثاني أعلى نسبة بطالة بين الإناث النشيطات اقتصادياً بنسبة 35.8%، يذكر أن هناك 468 ألف عاطل عن العمل في الأردن من بينهم 129 ألف امرأة حتى نهاية عام 2018 .
من جهتها قالت مديرة بيت خيرات سوف سمية كريشان أن نقص التمويل من أهم التحديات التي نواجهها كسيدات لديهن مشاريعهن الخاصة، مشيرة إلى أن مثل هذه المشاريع الصغيرة تحتاج دعما من وزارة العمل برواتب صغيرة حتى تستطيع كل سيدة أن تستسقل بمشورعها الخاص بها.
لفتت كريشان أن بيت خيرات سوف هو مشروع انتاجي يوفر فرص عمل للنساء والشباب في المجتمع المحلي في منطقة سوف، من خلال بيع النساء منتجاهتن الغذائية، تسويق مصنوعاتهن اليدوية للسياح الاجانب والمحليين، بالإضافة لتوفير فرص للشباب بتدريبهم على خدمة الزبائين من بتقديمهم الطعام والشراب كونه مشروع سياحي يقدم خدمة الطعام والشراب.
بدوره قال مدير العمل بني سلامة أن وزارة العمل تقوم سنويا بتنظيم بازارات للمبيعات قائمة على مشاركة الجمعيات النسائية، لافتا إلى أن مردود هذه البازارات تعود كاملة لهؤلاء النساء دون تأخذ وزارة العمل أي نسبة.
ولفت إلى أن هناك عدة أذرع لوزارة العمل قادرة على مساعدتهم مثل التدريب المهني الذي يدعم في تطوير المنتج، صندوق التنمية والتشغيل يقرضهم لتطوير وتجديد منتجاتهم، مؤكدا استعداده على تنظيم بازار تسويقي مجاني لهذه الجمعيات في أوقات ذروة النشاط السياحي في جرش بالتعاون مع كافة الدوائر الحكومية.
وبين بني سلامة أن المديرية لا تستطيع الترويج لمنتجات بمفردها، مشيرا أن هذا البازار يحتاج تعاون هذه الجمعيات معنا لإنجاحه حتى لا يفشل التنسيق كونه من طرف واحد.
وأشارت وزير الدولة لشؤون الإعلام جمانة غنيمات في سبتمبر الماضي خلال مشاركتها في اجتماع "الويبو" الإقليمى بشأن الملكية الفكرية وريادة الأعمال للسيدات في المنطقة العربية إن المشكلة الرئيسة التى تواجه النساء فى المجتمع، هى المشاركة فى القطاعات الاقتصادية، مشيرة إلى أن نسبة مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية تبلغ 16 بالمئة، وهي ضعيفة بالمقارنة مع نسبة النساء المتعلمات في المجتمع.
فيما يتعلق بدعم النساء تبين أماني الزبون مديرة وحدة تمكين المرأة في بلدية جرش عملت على مبادرة
بدعم من الحكومة البرطانية لتدريب السيدات العاملات من المنازل على اليات تصنيغ الغذاء والسلامة العامة عن طريق مؤسسة الغذاء والدواء، وبينت أن الوحدة تابعت هؤلاء النساء منذ بداية التدريبات إلى مرحلة ترخيص مطابخ انتاجية.
وتوضح الزبون أنه تم تأمين دعم ل20 سيدة ممن تقدمن لهذا المشروع بقيمة 2000 دينار لكل ثمن معدات للمطبخ الانتاجي الخاصة بهن ،وتشيرإلى أن المجال التقديم لكل السيدات الراغبات بالمشاركة لكن إقبال النساء كان ضعيفا جدا سبب صعوبة تقبلهن لفكرة الخروج من المنزل وأخذ العديد من التدريبات.