العلاقات التجارية بين السوريين والأردنيين تعزز العلاقات الاجتماعية بينهم

كان للعلاقات التجارية بين السوريين والأردنيين الدور الأكبر في تحقيق نجاحات اقتصادية بينهم، وكان لهذه العلاقات منعطفا هاما في تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الطرفين.

 

المستثمر السوري أيمن شربجي، افتتح مطعمه الخاص به في محافظة جرش بعد ما يقارب8 سنوات من لجوئه للأردن "عملي ساعدني على الاندماج في المجتمع الأردني أكثر والآن بحس أنه أنا في بلدي الثاني"

يضيف شربجي عن علاقته بأهالي محافظة جرش “اليوم أغلب وقتي فيها وصار عندي أصدقاء العلاقات بينا أكثر من الإخوة وما بشعر إني غريب عن المنطقة"

يشير إلى أن ثقة الأردنيين فيهم ساهمت في نجاح العمل " لولا العلاقات فيما بينا ما كان وصلنا لهون" مؤكدا انه يعمل في محله اليوم نحو 3-4 من الأردنيين " العلاقات بين العمال الأردنيين والسوريين في المحل أكبر من علاقة عمل"

وحول المميزات للمستثمر غير الأردني من غير الإعفاءات والحوافز هي تملك المستثمر بنسبة لا تتجاوز (50%) من رأس المال لأي مشروع في الانشطة الاقتصادية التالية منها :خدمات المطاعم والمقاهي والكافتيريات بإستثناء ما يقدم في الفنادق والنزل، المقاولات الإنشائية والخدمات المتصلة بها، التشغيل وتوفير العمال، الخدمات الإعلانية بما فيها وكالات ومكاتب الدعاية والاعلان، خدمات الوكلاء والوسطاء التجاريين ووسطاء التأمين والصرافة باستثناء ما يقدم منها من خلال البنوك والشركات المالية حسب الموقع الرسمي لهيئة الاستثمار..

تشير المادة 10 (أ) من قانون الاستثمار أنه " يحق الي شخص غير أردني ان يستثمر في المملكة بالتملك او بالمشاركة او بالمساهمة وفقا لأسس وشروط تحدد بمقتضى نظام يصدر لهذه الغاية على ان تحدد بموجبه الأنشطة الاقتصادية والنسبة التي يحق للمستثمر غير الأردني المشاركة او المساهمة في حدودها"

وحسب الموقع الرسمي للهيئة فإنه يسمح للمستثمر غير الأردني بأن يتملك أو يساهم بنسب أعلى عما هو محدد في النسب المقيدة الواردة أعلاه بموجب قرار صادرعن مجلس الوزراء وتنسيب من رئيس الهيئة، وذلك في المشاريع الاقتصادية التنموية الكبيرة ذات الأهمية الخاصة.

 

حول اندماج المجتمع السوري في الأردن يتفق أسامة قط اللبن صاحب مطعم شعبي سوري في المحافظة مع أيمن بأن اللاجئين السوريين منخرطين جيدا مع المجتمع الأردني" احنا ماشيين مع بعض سوا وخط بخط "

وعن العمل التشاركي بينه وبين شركائه الأردنيين يقول أسامة" كنا نعرف بعض في البداية وبعدين قررنا نشتغل سوا والحمدلله النا من 5 سنوات وشغلنا ناجح كلو من خلال التفاهم وطبيعة العمل مبينة على تبادل الخبرات بين الطرفين" .

في حديثه عن تبادل الخبرات يشرح" تقديمنا لأصناف طعام جديدة وطرق طهي متنوعة استطعنا ادخال ثقافة جديدة من الطعام" وعن زبائن المحل في البداية" أول شي كانوا متخوفين ومستغربين من هي العلاقة لكن مع الوقت هذا الشي تطور لثقة وحب"

 

يشير قط اللبن أن فكرة تأسيس مطعم في الأردن جاءت امتدادا لمطاعمهم في سوريا، وهم الآن يمتلكون سلسلة مطاعم فلافل وشاورما في محافظة جرش.

 

يوجد في محافظة جرش حوالي 17 استثمارا مشتركا ما بين سوريين وأردنيين حسب مديرية صناعة جرش ما بين مطاعم ومخابز ومحال حلويات، وتعد هذه من أكبر الاستثمارات الموجودة في المحافظة وأكثرها نجاحا حسب المديرية.

 

وفيما يتعلق بالإجراءات المتبعة لتسجيل شركة لمستثمر غير أردني من قبل وزارة الصناعة والتجارة أجاب الناطق الرسمي باسم الوزارة بأن الموضوع متعلق بدائرة مراقبة الشركات ولا علاقة للوزارة بهذا الموضوع.

 

الخبير الاجتماعي د. حسين خزاعي يوضح من جهته أن العلاقات التجارية تعمل على توطيد العلاقة بين السوريين والاردنيين من خلال تكوين السوريين فكرة حقيقية عن الشعب الأردني ومدى التزامه واخلاصه في العمل بالإضافة لوفائه للشريك حتى لو يكن من نفس بلده لكنه من نفس قوميته ووطنية ودينه.

ويؤكد خزاعي أن العمل التشاركي بين السوريين والأردنيين يساعد على رفع المعنويات عنده السوريين من خلال العمل معهم او العلاقات الاجتماعية، وهذا يساعد السوريين على ممواجهة التحديات التي ممكن تحدوثها بسبب الضائقة المالية أو أي معوقات أخرى قد تمر بهم مثل شعورهم بالغربة.

ويضيف أن السوري بخبرته والأردني بمهاراته يعملان على اسثتمار طاقاتهم سويا لإنجاح العمل، لافتا إلى أن العلاقة التجارية تفتح علاقات اخرى وتتطور إلى علاقات أسرية واجتماعية.

 

بدورها تقول الناشطة المجتمعية مها الحمصي بحكم عملها مع السوريين رأيت تباين في العلاقات بين السوريين من منطقة لمنطقة أخرى" تعاملت مع سوريين كثر ومنهم يعيش في الأردن كأنه بلده الثاني ولا يرغب بالعودة لبلده".

 

ووصل عدد اللاجئين السوريين في الأردن منذ بداية اندلاع الحرب عام 2011 إلى ما يقارب 1.300 ألف لاجئا حسب دائرة الإحصاءات العامة لعام 2015، فيما بلغ عدد المسجلين في المفوضية السامية للاجئين السوريين نحو 666 ألف لاجئ ولاجئة.

أضف تعليقك