رسائل محبة وسلام قدمها مسيحيو سورية اللاجئون في الأردن، في عيد الميلاد، متجاهلين الحزن المختلط بالخوف من المجهول، وسط مظاهر احتفالية بسيطة، مرددين خلالها تراتيلهم الدينية في كنائس العاصمة عمان، بعد أن حرمهم اللجوء من وطنهم كغيرهم من أبناء الشعب السوري.
وانخفضت أعداد اللاجئين السوريين الذين يعتنقون المسيحية في الأردن، بصورة كبيرة بسبب سفرهم إلى أوروبا، أو لعودة بعضهم إلى سورية، حسب ما أكد مديرعام جمعية كريتاس الأردن وائل سليمان.
وأوضح سليمان لـ"سوريون بيننا" أن أعدادا من المواطنين الأردنيين من المسلمين والمسيحيين، يقومون بزيارة مراكز الإيواء التابعة للكريتاس لتقديم التهنئة لجميع اللاجئين المسيحيين بمناسبة الأعياد، والاحتفال معهم.
مارلين وهي سورية تعتنق الديانة المسيحية، حضرت قداس عيد الميلاد في إحدى كنائس عمان، وتلت صلواتها هناك، وتوجهت بالدعاء إلى جميع الناس المعذبين والمحرومين في سورية.
وعن أجواء العيد، عبرت مارلين عن عدم قدرتها على الشعور ببهجة العيد، كما كانت في السابق، حيث تختلط مشاعر الحزن والأسى بشعور الغربة عن الوطن والحنين إليه بكل تفاصيله، مشيرة إلى أن شعورها بالغربة عن بلدها يظل أقل مما هو عليه بالنسبة لمعارفها في أوروبت، حيث أن تقارب العادات والتقاليد والتراث المشترك بين الأردن وسورية أكبر مما هو عليه في أوروبا، وتتمنى مارلين أن يحل السلام والأمان على بلدها سورية وعلى العراق أيضا.
اللجوء يجعل من عيد الميلاد أكثر صعوبة بسبب عدم وجود الأهل بالنسبة إلى اللاجئ بسام سلوم، حيث يمر العيد بالنسبة إليه في ظل عدم الاستقرار والخوف من المجهول، ويتمنى بسام أن يعم السلام في أرجاء سورية، وأن تسود المحبة بين الجميع، "بعد أن أصبحت شبه معدومة" كما يراها.
فيما يجد بسام معلوف أن فرحة العيد لا يمكن إغفالها، رغم صعوبة العيش ومرارة اللجوء، خصوصا بالنسبة إلى الأطفال الذين يجب أن يورثوا تقاليد العيد وفرحته حتى تستمر الحياة، برأيه.
تتوالى الأعياد في سورية وتستمر الحرب التي تطال جميع السوريين بمختلف أطيافهم وأعراقهم، إلا أنهم يظلون شركاء في جروحهم كما هم شركاء في وطنهم.