يتميز مخيم مريجب الفهود "الإماراتي" للاجئين السوريين، عن غيره من المخيمات على مختلف المستويات التنظيمية والخدماتية، بما يشمله من بيوت جاهزة "كرفانات" مجهزة بكافة المستلزمات.
يقع المخيم، الذي يتكفل الهلال الأحمر الإماراتي بكل ما يلزم قاطنيه، بالقرب من مدينة الزرقاء، ويبلغ عدد اللاجئين فيه حوالي 6 آلاف لاجئ، معظمهم من الأطفال والنساء.
أبو الحسن، رجل أربعيني يقطن وأسرته المكونة من خمسة أطفال المخيم، يشير إلى ما يتميز به من خدمات صحية، وبنية تحتية.
فمن حيث التنظيم، قسم المخيم إلى أكثر من 10 قطاعات، يضم كل منها حوالي 100 كرفان مهيئة بالفرش والتدفئة، خلافا لواقع مخيم الزعتري الذي لا يزال يحوي خياما بعد أكثر ثلاث سنوات على إنشائه.
وتقدم إدارة "مريجب الفهود" الخدمات التعليمية لأبناء اللاجئين، حيث يضم مدرسة كبيرة تضم أكثر من 2000 طالب، وأخرى لعقد دروس التقوية، وإقامة الأنشطة الترفيهية للطلبة، وذلك بهدف مساعدتهم على تجاوز الآثار النفسية السلبية التي تركتها مشاهد الحرب في بلادهم، إضافة إلى صعوبات تعلمهم نتيجة انتقالهم لدراسة المنهاج الدراسي الأردني، وفقا لمسؤول الاتصال في منظمة اليونيسيف سمير بدران.
ويؤكد بدران اهتمام المنظمة بالجانب الاجتماعي والنفسي للأطفال واليافعين، مع مختلف المنظمات، من خلال نشاطات ترفيهة ودعم نفسي واجتماعي، إضافة إلى تقديم التدريب المهني لليافعين التي من الممكن استثمارها لدى عودتهم إلى بلادهم.
وفي مجال الصحة، يضم المخيم مستشفى يشمل مختلف التخصصات التي يحتاجها قاطنوه، والمزود بالعلاجات والأدوية اللازمة.
ويتلقى لاجئو مريجب الفهود كوبونات غذائية، بما يعادل 40 دينارا للفرد "فوق 18 عاما" شهريا، و20 دينارا لما دون ذلك، تصرف من خلال المركز التجاري داخل المخيم.
إلا أن أهالي المخيم، بحسب اللاجئ أبو الحسن، يعربون عن شكواهم من عدم كفاية هذه الكوبونات لسد حاجاتهم الغذائية حتى نهاية الشهر، في ظل صعوبة تدبر أمورهم.
لم يكن من أماني السوريين مثل هذه الحياة، حتى ولو كانت في مخيم وصفته الفايننشال تايمز بأنه "خمس نجوم"، فحلم السوري قد بات يمتد من أدنى متطلبات الحياة الكريمة... وصولا إلى العودة لأرض الوطن.