لم تعد الضائقة المالية التي يعيشها اللاجئون السوريون في مخيمات اللجوء خفية على أحد ، حيث بات الغالبية منهم يعتمد بشكل رئيسيعلى بيع المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية لتلبية متطلباتهم الأساسية، في غياب حل جذري يخفف عنهم آلام البعد عن وطنهم، لتتحول أوضاعهم الاقتصادية إلى مأساة.
فرغم ضيق الأحوال المعيشية في المخيمات، إلا أن النسبة الأكبر منهم لم ينل القدر الكافي من هذه المساعدات.
اللاجئ أبو خالد دفعته حاجته لبيع أغلب قسائم التدفئة التي يقدمها المجلس النرويجي بمبلغ زهيد، وذلك لتأمين قوت يومه من جهة، وسدحاجيات أطفاله من جهة أخرى، على حساب دفء أجسادهم مع حلول فصل الشتاء.
أما اللاجئ أبو كرم فيؤكد أن الظروف المعيشية الصعبة، وندرة فرص العمل في المخيم مع عدم وجود مصدر دخل لأسرته، أجبرته علىبيع قسائمه ليستغلها في شراء حاجاتهم الأساسية.
فيما يوضح مسؤول الإعلام في المجلس النرويجي لشؤون اللاجئين أمجد يامن، أن المجلس يقدم للاجئين قسائم لاستبدال اسطوانات الغازالفارغة بالممتلئة، مشيرا إلى أن مدة توزيعها تختلف من حين لآخر.
ويضيف يامن، أن هذه القسائم غير كافية لسد احتياجات اللاجئين من التدفئة، وذلك لنقص المساعدات المقدمة للمجلس، لافتا إلى أنالمساعدات التي تصل لا تتجاوز نسبتها 40 % من حجم المساعدات المطلوبة.
ويؤكد أن كافة التوزيعات في المخيم تتم عن طريق المجلس، وأنه أكبر شريك للمفوضية السامية، مقدرا ميزانية الشتاء بما يتجاوز الـ 3ملايين يورو، شملت كافة اللاجئين في المخيمات.
وقد أطلق المجلس حملة للشتاء، من خلال تخصيص مبلغ عشرين دينارا للاجئ ولمرة واحدة فقط، وذلك للمساهمة بشراء مستلزمات الشتاء من ملابس ووسائل تدفئة.
ما بين نقص الموارد والدعم المقدم للاجئين في المخيمات واحتياجاتهم المتزايدة ، يسعى غالبيتهم لتوفير الضروري منها مما تبقى لهم منرحمة المساعدات، في ظل ما يعيشونه من ضيق ذات اليد.