كورونا يزيد المعاناة الاقتصادية للاجئين السوريين

الرابط المختصر

حل عيد الفطر على اللاجئين السوريين وسط أوضاع اقتصادية صعبة أثقلها فيروس كورونا، الذي بات العالم يشهد تداعياته الاقتصادية، فمنذ بداية أزمة كورونا، كان القلق سيد الموقف.

 

فغالبية السوريين في الأردن، 79 في المئة منهم تحت خط الفقر وفقاً للمفوضية، لا يبحثون عن طرق للترفيه عن أنفسهم في الحجر الصحي أو تأمين سبل الوقاية من كورونا بينما العالم منشغل في التصدي للوباء، إذ يقول بسام خضرو، متزوج ولديه ثلاثة أطفال لـ"روزنة":  إن رمضان هذه السنة كان مختلفاً من بدايته، فقد كان يمضي وقته في تصميم وتطريز الملابس في ورشته المنزلية المتواضعة، استعداداً لعرضها وبيعها في الخيم والبازارات الرمضانية، وتوفير دخل له خلال رمضان والتجهيز للعيد.



ويضيف " نفسياً تأثرنا كتير، الواحد عنده التزامات، آجار البيت مكسور فيه شهرين ومي وكهربا، حتى ما قدرنا نشتري شي للعيد، وما في أمل لقدام بعد ما تنتهي الأزمة" .



ولا يختلف حال إلهام، التي تعيل أسرتها، عن أقرانها من السوريين في الأردن، حيث اضطرت للاستغناء عن الكثير من الحاجيات التي تعتبرها غير ضرورية، بعد أن بات مردود عملها في محل حلويات بالكاد يكفي لإيجار المنزل، بينما أصبحت تعتمد بشكل رئيسي على المساعدات الغذائية الشهرية (الكيبونات)، التي لم تكن كافية، لشراء المواد الغذائية، وبالتالي الاستغناء عن كثير من الأطباق الرمضانية والاكتفاء بطبق واحد.



 وتقول السيدة الثلاثينية لـ"روزنة": "إنها اعتادت قبل كل عيد التحضير مسبقاً بإعداد الحلويات في البيت وشراء الملابس لأطفالها، لكنها استغنت عن تلك الطقوس في ظل جائحة كورونا، التي أثرت عليها اقتصادياً، فالأولويات أصبحت مختلفة".

 

حماية اجتماعية ضعيفة

 

قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في الـ 11 من الشهر الحالي إن حوالي 18 ألف أسرة لاجئة ستتلقى مساعدة نقدية طارئة لمرة واحدة من المفوضية السامية، لمساعدتها على الصمود في ظل الآثار الاقتصادية لفيروس كرونا.

 

وأوضح الناطق الرسمي باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إن نحو 50 ألف أسرة ما زالت بحاجة ماسة إلى مساعدة نقدية، مشيرا إلى عدم توفر المال الكافي. 

وكشف استبيان حديث أجرته المفوضية واليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي، أن أكثر من 90 في المئة من اللاجئين الذين يعيشون في المملكة لديهم أقل من 50 ديناراً أردنياً (70 دولارًا) من المدخرات المتبقية، إضافة إلى ذلك، فإن العديد من اللاجئين الذين كان مصدر دخلهم من سوق العمل غير الرسمي -حوالي 40 في المائة من اللاجئين في الأردن -أصبحوا من دون دخل.



 

وأثّرت الإجراءات المتخذة من تعليق العمل في القطاعين العام والخاص وحظر التجوال على المجتمع الأردني بأكمله، من مواطنين ولاجئين وعمال مهاجرين، حيث يبلغ عدد اللاجئين في الأردن نحو 745 ألفا، بينهم ما يقارب 656 ألف لاجئ سوري مسجل لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

 

 وأفادت دراسة لمنظمة العمل الدولية ومعهد فافو للأبحاث والعمل الاجتماعي، أُجريت على 1580 مستجيب من الأردنيين والسوريين ممن تلقوا الدعم أو شاركوا في برامج ومشروعات نفذتها منظمة العمل الدولية في الأردن، أن 95 في المئة من الأسر السورية انخفض دخلها خلال أزمة كورونا، مقارنة مع 90 في المئة من الأسر الأردنية، بينما اقتصرت تغطية الضمان الاجتماعي للمستجيبين السوريين على 24في المئة فقط.

 

قدرة شرائية ضعيفة في الزعتري



ولا يبدو مشهد كورونا داخل المخيمات مختلفاً، حيث لم يعد شارع الشانزيليزيه (شارع السوق في المخيم) يشهد اكتظاظاً مماثلاً للعام الماضي قبل العيد بأيام، فقد انخفضت القدرة الشرائية على محلات الحلويات بنسبة تصل إلى 50 في المئة وفق ما تحدث به سامر (اسم مستعار)، صاحب محل حلويات في المخيم، لـ"روزنة".

 

وأوضح أن رمضان العام الماضي كان الإقبال على الشراء أفضل بكثير، خاصة قبل العيد بأيام، لكن الأزمة التي أحدثها فيروس كورونا، أجهضت سكان المخيم اقتصادياً، إثر فقدان الكثير منهم لعملهم، خاصة ممكن يعملون خارج المخيم.

 

وتقول آلاء القاسم، التي تعيش في المخيم، لـ"روزنة" إن الملابس وألعاب الأطفال وزينة العيد والحلويات ليست من الأولويات في هذا الظرف الاستثنائي، والكثير من نساء المخيم حضَّرن حلويات العيد في المنزل.



 

وعزلت الحكومة الأردنية مخيمات اللاجئين السوريين على أراضيها، في إطار الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، حيث يعيش نحو 124 الفا في  3 مخيمات، بينهم 77 ألفا في مخيم الزعتري.

 

ويرى المحلل الاقتصادي والاجتماعي، حسام عايش، أن الجميع يعاني من الآثار الاقتصادية المترتبة من الفيروس، ويمكن أن يتم الاستغناء عن بعض العادات الاجتماعية أو تأجيلها لتقليل الإنفاق، حيث أحدث كورونا تغييرا عميقا في المجتمعات وانماطا جديدة من السلوكيات والعادات والمواقف.

 

وأقرت الأردن حظر تجوال شامل لثلاثة أيام، بدأ من ليل الخميس-الجمعة وحتى ليل الأحد-الاثنين، في إشارة إلى أنه سيشمل يوما أو يومين من أيام عيد الفطر، حيث بلغ إجمالي الإصابات بفيروس كورونا 684 حالة، حتى مساء الخميس.