قطع المساعدات الغذائية عن أسر سورية لاجئة.. ومطالب بإعادة التقييم

21 ألف لاجئ سوري لن يتلقوا مساعداتهم الغذائية الشهرية اعتبارًا من تموز بسبب بنقص التمويل الذي أجبر البرنامج على إعطاء الأولوية للأكثر احتياجًا (الصورة تعبيرية)
الرابط المختصر

تلقت آلاف الأسر السورية، من المسجلين كلاجئين لدى مفوضية الأمم المتحدة، رسائل نصية من منظمة الأغذية العالمية، تعلمهم بتوقف المساعدات الغذائية أو تخفيضها بداية من شهر تموز المقبل.

وجاءت تلك الرسائل وسط مخاوف كبيرة في ظل أوضاع اقتصادية صعبة فاقمتها جائحة كورونا منذ مطلع العام الماضي 2020 مما أدى الى توقف اعمالهم اليومية التي كانوا يمتهنونها لإعالة أسرهم.

ويقول سامر وهو (اسم مستعار) أنه لجأ الى الاردن منذ عام 2013 بسبب ظروف الحرب في سوريا ويعيش هو وعائلته في الاردن ولم يتلقى أي مساعدات من المفوضية سوا 60 دينار من برنامج الاغذية العالمي.

يعاني سامر من أمراض مزمنة في الركبة وفرط في نشاط الغدة الدرقية، إضافة الى دسك في العمود الفقري سببت له مشاكل عديدية أجبرته على التوقف عن العمل ورغم ذلك تلقى رسالة بقطع المساعدات الغذائية المقدمة من منظمة الأغذية العالمية تحت ذريعة "أنه ليس من الأسر الأشد احتياجا."

وطالب سامر، في حديثه لسوريون بيننا، منظمة الأغذية العالمية، بإعادة تقييم وضعه ويقول انه لم يعد يحمل صفة لاجئ، لأنه لا يمتلك أبسط حقوقه في الحصول على المساعدات الغذائية التي تعتبر أساسية للعيش وانه قد يضطر بسبب هذه القرارات الجائرة الى العودة الى سوريا وسط اوضاع أمنية غير مستقرة وغير آمنه بالنسبة له ولأطفاله.

والحال ذاته تعاني منه مريم هرموش اذ تقول، انها لجات الى الاردن عام 2012 هي وطفلتها بعد أن هجرها زوجها وليس لها معيل في الأردن، وهي المسؤولة الوحيدة عن تأمين كافة مستلزمات المنزل ودفع الأجار ورغم ذلك تلقت رسالة مفادها ان هذا الشهر هو اخر شهر تتلقى فيه مساعدات غذائية من منظمة الأغذية العالمية.

 

شهادة مريم ليست وحيدة، فهناك الآلاف من اللاجئين السوريين ممن وصلتهم رسائل نصية تفيد بشطبهم عن قائمة المساعدات الخاصة بمفوضية اللاجئين.

"ضليت أكثر من سبع شهور عم أتصل على المفوضية ليطلعولي كيبون الي ولبنتي بعد ما انفصلت عن زوجي وما الي شهرين عم استلم بتفاجئ اليوم بأنو خفضولي اياه من 23 دينار الى 15 دينار يا فرحة ما تمت " هكذا عبرت نور علي عن حالتها بعد لجوئها الى الأردن منذ سبع سنوات

 

وتقول نور أن الوضع الأقتصادي للاجئين أصبح كارثيا بعد جائحة كورونا وخاصة أنها لا تستطيع العمل بظل هذه الظروف الصعبة وعدم وجود اي معيل لها.

وقال الخبير الاقتصادي مازن المرجي، إن هناك تقصير من الدول والمنظمات الأجنبية بتوفير الدعم الكافي للاجئين.

وأضاف، في حديث لسوريون بيننا، أن هناك تفاوت بتقدير عدد اللاجئين من ناحية الحكومة الأردنية ومفوضية الأمم المتحدة التي تعترف ب 650 الف لاجئ بينما الحكومة الأردنية تقدر عددهم بما يقارب 1.3 مليون لاجئ وهذا يسبب نقص في توفير التمويل الكافي لتغطية كافة اللاجئين.

 

21 ألف سوري قطعت عنهم المساعدات 

أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم أن 21،000 لاجئ سوري لن يتلقوا مساعداتهم الغذائية الشهرية اعتبارًا من يوليو/تموز بسبب بنقص التمويل الذي أجبر البرنامج على إعطاء الأولوية للأكثر احتياجًا.

وأضاف في بيان أن قطع المساعدات يأتي في أسوأ الأوقات بالنسبة للعائلات حيث يكافح الكثيرون لكسب المال أو فقدوا وظائفهم بسبب جائحة كوفيد-19. كشف استقصاء أجراه البرنامج مؤخراً أن 68 بالمائة من اللاجئين انخفض دخلهم منذ بداية الجائحة.

"إن عدد اللاجئين في الأردن الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي قد تضاعف خلال العام الماضي ليصل إلى 25 بالمائة، اثنان من كل ثلاثة لاجئين – أي ما يعادل 64 بالمائة  - يعيشون على حافة انعدام الأمن الغذائي."

وقالت مسؤولة الإعلام والاتصال في منظمة الأغذية العالمية، دارا المصري في حديث لبرنامج "سوريون بيننا" إن المنظمة قيمت هذه العائلات، بناء على عدة عوامل، تعكس حالة الامن الغذائي للعائلة، كعدد الأشخاص القادرين على العمل في الأسرة، إضافة إلى عوامل اخرى كالاحتياجات الخاصة، الجنس وعوامل الحماية.

 

ويذكر ان اللاجئين السورين اطلقوا هاشتاغ عبر مواقع التواصل الاجتماعي (عدم قطع المساعدات الغذائية – الكل يحتاج الطعام ليعيش )

ويتواجد في الأردن حالياً نحو 665 ألفَ لاجئ سوري مسجّلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بينما تقول الأردن إنَّ عددَ الذين لجؤوا إليها من سوريا منذ آذار 2011 هو 1.3 مليون سوري.