لا تقف معاناة اللاجئ السوري في مخيم الأزرق على الظروف المعيشية العامة، لتصل إلى تفاصيل حياته اليومية، كدورات المياه المشتركة في المخيم، بما تشهده من استخدام متكرر مع افتقارها لمتطلبات الحفاظ على نظافتها، الأمر الذي يجعل منها "مكرهة بيئية"، وسببا رئيسيا للإصابة بالأمراض المختلفة.
اللاجئ عمار يواجه صعوبة بتقبل فكرة دورات المياه المشتركة أساسا والتي يعتبرها المشكلة الأكبر في المخيم، مشيرا إلى أن العادات والتقاليد تستكره استخدامها بشكل جماعي.
ومما يزيد مشكلة دورات المياه المشتركة، بحسب عمار، بعد المسافة عن مضخات المياه، حيث تبعد أقرب مضخة عن مسكنه حوالي 150 مترا، ليقضي نصف يومه بنقل المياه إلى وحدة "لجوئه" السكنية الجاهزة.
وليس بعيدا عن عمار، يقطن اللاجئ أبو البراء الذي لا تختلف معاناته عنه، إذ تضطر زوجته للخروج بطفلها إلى هذه الدورات المشتركة التي تبعد عن مسكنه قرابة 10 أمتار.
من جانبه، يؤكد مسؤول الاتصال في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين محمد الحواري، أن هذه الدورات يتم تقسيمها بناء على أعداد المساكن، حيث يتم توزيع 4 دورات مياه اثنتان للرجال ومثلهما للنساء لكل 6 مساكن.
ويلفت الحواري إلى أن التكلفة المالية الكبيرة لتمديد الصرف الصحي حالت دون العمل إنشاء دورة مياه لكل مسكن، مؤكدا توفر شبكة صرف صحي في المخيم تمنع انتشار الأمراض وعلى رأسها التهاب الكبد الوبائي.
أما فيما يتعلق بتوفر المياه، فيشير مسؤول الاتصال في منظمة اليونيسيف سمير بدران، إلى توفر أكثر من نقطة توزيع للمياه في المخيم، موضحا أن المضخات تنتشر لتكون قريبة من مساكن اللاجئين، مقدرا مخصصات اللاجئ ما بين 35 – 40 لترا يوميا.
يذكر أن مخيم الأزرق يقطنه 26 ألف لاجئ موزعين على قريتين تستوعب كل منها 15 ألف لاجئ موزعين على حارات مخدمة بالمرافق العامة.
يوما بعد يوم يسعى اللاجئون في مخيم الأزرق للتماشي مع ظروفهم المعيشية، مع عدم قدرة المنظمات الدولية على تلبية سوى الخدمات الأساسية لهم، في ظل تراجع الدعم المقدم لها.