فتيات سوريات وأردنيات ينجحن بإدارة مشاريعهن المنزلية ضمن شروط السلامة

الرابط المختصر

أوساط معالم الحياة التي تدير بنا من كل جانب، تتولد الأفكار و الطموح لدى كل شخص منا يسعى خلف طموحه متجردا من كافة القيود ليرسم بأنامله ملامح أهدافه التي لطالما راودته منذ اداركه الحياة، فلنجد اليوم العديد من الشبان والفتيات استطعن أن يرسمن طريقهم بجهودهم الذاتية، عقب نجاحهم في إنشاء مشاريعهم الخاصة بعد خوض رحلة طويلة من الكفاح والنضال لأجل تحقيق احلامهم والالتزام بكافة الضوابط الخاصة في سلامة حياتهم والجوار داخل مشاريعهم المنزلية.

 

 يكافحون لأجل قهر البطالة

حكاية الفتاة السورية سارة عطري ابنة العشرين عاماً، تلخصت في تكريسها كافة طاقتها في تحقيق شغفها في صناعة الحلويات التي لطالما احبت صناعتها منذ صغرها لتصبح اليوم تعيش أجواء النجاح وسط مشروعها الإنتاجي بالتزامن مع استمرارها في التفوق بدراسة الإعلام، تحظى بإقبال العديد من الزبائن لشراء منتجاتها.

وتقول سارة بدأت في صناعة شوكولاتة خالية من الزيوت داخل المنزل بجهود وامكانيات بسيطة ذاتية، لاجد من مسار شغفي يتسع بأنواع أخرى لأجد ذاتي ممارسة شغفي الذي راودني منذ طفولتي لاتخذ خطوة جريئة بتلقي دورات متخصصة في الحلويات، لترسم أمامي مسار حياة جديد في ممارسة التسويق الالكتروني الذي وجدت منه الطريقة الأمثل للتسويق.

وتضيف لم يغفل عن ذهني الالتزام بكافة شروط السلامة المهنية والصحية داخل المنزل وأثناء عملية الإنتاج للحفاظ على سلامتي وسلامة الجوار وفق شروط عمل المنازل الذي يحرص الجميع على اتباعه لضمان السلامة العامة، وذلك ما جعلني أقوم بعملي بشكل مريح وادارك الضوابط السليمة لممارسة العمل.

بينما الشابة الأردنية مريم عبد الرحمن التي تدرس الهندسة والتي كرست طاقتها وشغفها في الزخرفة والتي استطاعت في دمج بين تخصصها وفن الزخرفة والنقش على الاقمشة و الزجاج، لتحول من احدى زوايا منزلها إلى مشغل يدوي تقوم في إخراج ابداعاتها الذي يداهم خيالها.

وتقول مريم أن شغف الزخرفة جعل من حياتي تقاد إلى مسار جديد من حياتي يتسم بالانجاز جراء استطاعتي بنجاحي في اكتساب متابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي لجأت لها كبديل حقيقي لترويج المنتجات التي أقوم بانتاجها، واستطعت اليوم تغطية طلبات خارج نطاق منطقتي التي اسكنها في عمان.

وتشير أن شروط السلامة في المهن المنزلية وضغط بعض الضوابط التي تنظم عملي وذلك جعلني على ادارك بأهمية الالتزام بتلك الضوابط للحفاظ على سلامتي بالمبدأ الأول والجوار، في وقت قد مر عاما على عملي بهذا العمل وتسير الأمور بشكل جيد.

 

التنمية المستدامة حل واقعي

تؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف، أن الدور الذي يقوم به العديد من السيدات اللواتي وضعن ابداعاتهم ومواهبهم في إدارة مشاريع تنموية مستدامة، في ظل الأوضاع الحياتية الصعبة التي يواجهونها، يشكل نقطة محورية في توفير فرص عمل تشكل مصدر دخل يجعلهم يقفون أمام مسار حياة كريمة.

ويرى اليونيسيف أن قيام الجهات الحكومية في الأردن في فرض تراخيص على المشاريع الصغيرة المنزلية تعد خطوة إيجابية لتنظيم عملهم، وقد تم العمل بالشراكة مع الجهات المعنية لتشجيع المشاريع القائمة بدعم من اليونيسيف على ترخيصها وعملها ضوابط الإجرائية الملائمة وذلك يساهم في رفع مؤشرات السلامة وبالإضافة لانتاج منتجات ذات كفاءة أعلى.

 

أمانة عمان توضح شروط وضوابط

 وأكد الناطق الرسمي باسم امانة عمان الكبرى ناصر الرحامنة، بأن شروط التراخيص التي تفرض من قلبها للمشاريع المنزلية تندرج ضمن الإجراءات التي تهدف إلى ضمان سلامة العاملون وضبط العملية الإنتاجية حيث تتمثل جملة الشروط في محاور السلامة المهنية و الصحية وملاءمة المكان للعملية الإنتاجية وعدم استخدام أي أدوات أو مواد تشكل خطراً على العاملين أو على الجوار.

ويشير الرحامنة أن شروط الترخيص لدى بعض المهن تتطلب موافقات خاصة من جهات محددة تكون حسب اختصاص عمل المشروع وطبيعته و لقد حددت الأمانة العامة قوائم متعددة للمشاريع المسموح بترخيصها والتي تنحصر بقرابة 59 مهنة بمختلف الفئات والأشكال الإنتاجية والتطويرية والمهنية و الخدماتية.

 ويوضح أن الهدف من الترخيص وفي حالة العمل بدون ترخيص يكون هنالك تبعيات ويكون بشكوى من قبل احد الافراد او التسويق بطرق غير شرعية وبالإضافة إلى أن الأمانة أصدرت قرارا بإعفاء المتقدم للحصول على الترخيص  من الرسوم لثلاث سنوات وبعدها تصبح الرسوم نصف القيمة الاجمالية بمعدل 25 دينار من الرسوم و هو مرتبط بمتوسط الدخل للفرد في الأردن.

 

العمل تؤكد أهمية التراخيص 

وأظهرت تعليمات ترخيص ممارسة المهن من المنزل لعام 2017 الصادرة بموجب المادتين 5 و 6 من قانون رخص المهن لمدينة عام بأن عمليات التراخيص متاحة لكافة أصحاب المشاريع ولكن ضمن ضوابط محددة تضمن سلامة صاحب المشروع والجوار من حيث السلامة الصحية و البدنية و المكان و البيئة والمناخ، حيث منح القانون اشتراطات تضمن السلامة المهنية والصحية للعاملين.

ويلفت الناطق الرسمي باسم وزارة العمل جميل القاضي، أن الوزارة تدرك اهمية المشاريع المنزلية وتقوم بتشجيعها من خلال مؤسسة التدريب المهني والتي تمتلك 35 معهد في كافة محافظات المملكة، والتي تعمل بشكل مركز على تدريب الشباب على العديد من التدريبات الخاصة في المشاريع الصغيرة والمنزلية الانتاجية ليكن المتدرب مؤهلا للعمل ضمن بيئة تكاملية.

فأن الوزارة تحرص على امتلاك المشروع ترخيصا لضمان العمل ضمن بيئة فعلية واقعية التي تلائم تلك التي تعايشها المتدرب اثناء التدريب وذلك يجعل من العمل الوزارة يرتكز على هذه الفئة التي باتت تعد مهمة، في وقت يعمل قانون التراخيص على تسهيل العملية الاجرائية امامهم لإدراك الضوابط اللازمة لعملهم داخل منازلهم.

بينما أظهرت بيانات دائرة الإحصاءات العامة في تقريرها الربعي عام 2021 حول معدل البطالة في الأردن والتي بلغت 23.3%.