بعد فقدان الأطفال اللاجئين لمدارسهم في سوريا، يتطلع الصغار الآن لاستكمال ما فاتهم من دروس في ظل افتقاد الكثير من المقومات الدراسية، وبسبب عدم قدرة البعض منهم على الالتحاق بالمدارس الحكومية الأردنية، كان الحل عند فريق فكرة التابع لتنسيقية الثورة السورية في الأردن، بابتكار مشروع الغرف الصفية التعويضية في قرية الكتة في محافظة جرش وبالتعاون مع مختار القرية كما يحدثنا العضو في الفريق علي المرعي.
ويؤكد المرعي أنه وبعد دراسة مستفيضة لعدد من المناطق النائية في الأردن، والتي يتواجد فيها اللاجئون السوريون بدء مشروع الغرفة الصفية التعويضية في منطقة الكتة بريف جرش، حيث وجد الفريق أنه المكان الأمثل لبدء المشروع، بسبب وجود أعداد مناسبة من الأطفال المحرومين من التعليم إضافة إلى تعاون مختار منطقة الكتة مع المشروع، حيث قام بالتبرع بغرفتين من غرف منزله ليقوم فريق فكرة بتحويل الغرفتين إلى صفوف تعليمية، كما قام بتأمين كافة المستلزمات الدراسية لـ 42 طالبا سوريا في العام الماضي، وفي العام الدارسي الحالي يقوم المشروع على تدريس 34 طالبا سوريا من المرحلة الابتدائية وفق منهاج وزارة التربية والتعليم الأردنية .
ويضيف المرعي أن الطلاب يخضعون لاختبارات شهرية دورية لتقييم مستواهم الدراسي وأن إدارة المشروع تقوم بعمل اجتماع لأولياء أمور الطلبة للمساعدة في تطوير المستوى التعليمي للطلاب.
واعتبر علي المرعي أن مشكلة التمويل والدعم المادي هي العائق الأكبر في توسيع المشروع، ليشمل مناطق أخرى بحاجة إلى هذا النوع الصفوف التعويضية، موجها شكره إلى جميع من ساعدهم في نجاح مشروعهم، وخاصة إلى مجموعة "مشروع أمل وسلام" وإلى مختار منطقة الكتة.
مختار قرية الكتة في محافظة جرش عادل صابر الرواشدة أكد لـ"سوريون بيننا" أن الدافع الإنساني كان السبب الأول لقيامه بالتبرع بغرفتين من غرف منزله لتحويلها إلى صفوف تعليمية للطلاب السوريين، الذين حرمتهم ظروفهم من الالتحاق بالمدارس الحكومية، بالإضافة إلى أسباب أخرى منها عدم امتلاكهم وثائق ثبوتيه، مؤكدا على ضرورة الوقوف مع الشعب السوري في محنته "لأن الجيل السوري يهمنا وأيضا الشعب السوري يهمنا" على حد تعبيره.
ودعا الرواشدة المؤسسات الخاصة ورجال الأعمال الأردنيين إلى مساعدة ودعم القائمين على المشروع في إقامة مشاريع مشابهة في المناطق النائية، لمساعدة الطلاب السوريين على استكمال دراستهم.
امّا المهندس المعماري سمير محمد العجمي، وهو من مدينة حمص السورية، فقد تطوّع لتدريس الطلاب السوريين مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية لينتهي به الحال في تدريس جميع المواد للطلاب، وعن هذه التجربة يقول لـ"سوريون بيننا" أن الطلاب تم تقسيهمهم إلى مستويين دراسيين، يضم الأول الصف الأول والثاني، فيما يضم المستوى الثاني طلاب الصف الرابع والسادس، ويقوم العجمي على تدريسهم ببذل جهد مضاعف ومراعاة الفروق بين مستويات الطلاب، مؤكدا على استيعاب الطلاب للدروس المقدمة وتطور مستواهم الدارسي يوما بعد آخر، وأن علاقة حب وود تجمعه بطلابه .
أحد هولاء الطلاب واسمه يعقوب من درعا السورية، قال إنه سيكمل دراسته، ويتمنى دخول كلية الطب ليصبح طبيبا حتى يتمكن من مداواة المرضى والجرحى، بينما قالت الطالبة نسرين في الصف الرابع انها تريد أن تصبح مهندسة حتى تستطيع إعادة بناء منزلها المدمر.
صحيح أن الكثير من الدمار قد لحق بالمدن السورية ناهيك عن الخسائر البشرية، بيد أن هولاء الأطفال هم أمل الوطن السوري حتى لو تلقّوا تعليمهم في غرفة صفية تعويضية.