عائلة سورية تضم 25 إعاقة في الأردن

عائلة سورية تضم 25 إعاقة في الأردن
الرابط المختصر

من قرية السفيرة بريف درعا إلى الأردن،  جاء الحاج محمود الزعبي منذ سنوات هارباً من شبح الحرب، إلا أنه حمل على كاهله تركة ثقيلة تمثلت في أكثر من 25 حالة إعاقة في النطق والسمع، أورثها لأبنائه وأحفاده رغم أنه وزوجته لا يعانيان من هذا المرض الذي يصنفه الأطباء بـ"المرض الوراثي".

واللافت للنظر، أن أبناء هذه الأسرة وبناتها اختاروا الزواج بأمثالهم من فاقدي السمع والنطق، فولد أبناؤهم وهم يعانون ما يعاني آباؤهم، فيما نجا البعض من الإصابة به.

وفيما تشير الإحصائيات الرسمية في المملكة إلى أن عدد المصابين بالصمم والبكم بلغ العام الماضي، حوالي 30 ألف معوق تغيب الإحصائيات بالنسبة لعدد اللاجئين سواء داخل المخيمات أو خارجها.

لدى الحاج الزعبي 6 أولاد صم وبكم و6 غير مصابين، مشيرا إلى أن 4 من بناته مصابات بذات المرض تزوجن أشخاصاً مثلهن لكي يسهل عليهن التفاهم في الحياة اليومية من خلال لغة الإشارة.

هذا العدد الكبير من الإعاقات لم يمنع أصحابها من التعليم وتحقيق الذات، من خلال تعلم مهن مختلفة، بحسب الزعبي الذي يشير إلى تعلم ابنه عبد الله مهنة الخياطة، في أحد المعاهد المهنية في دمشق، وهو يعمل اليوم في درعا بعد أن عاد إليها من الأردن، كما تعلم ابنه الآخر معتصم، مهنة النجارة العربية، فيما اتجهت بناته لتعلم مهن تصفيف الشعر والخياطة والرسم على الزجاج.

ويضيف الزعبي أن العبء الأكبر بالتعامل مع أبنائه وأحفاده يقع على كاهل زوجته التي أتقنت لغة الإشارة بالممارسة، فيما يعتمد عليها بالترجمة لدى التفاهم معهم.

وتوضح أم محمد أنها وجدت صعوبة كبيرة في البداية بالتفاهم مع أولادها، إلا انها تجاوزت هذه الصعوبة مع الممارسة والتدريب.

منظمة "هاندي كاب انترناشونال" الخيرية وهي المنظمة الدولية اعنية بشؤون ذوي الإعاقة، تشير إلى أن حوالي 30% من اللاجئين السوريين يعانون من إعاقات جسدية مختلفة، بما فيها الأمراض المزمنة والإصابات جرّاء الحرب أو التعذيب.

سعاد شحادة، أحد منسقي مشروع  المنظمة لذوي الإعاقة في عمان، توضح أن المنظمة تقدم علاجاً فيزيائياً طبيعياً ووظيفياً لمن لديهم بتر في الأطراف أو أي إصابة تؤثر على الحركة أكثر مما يؤثر على موضوع فقدان السمع والنطق مثلاً

وتلفت شحادة إلى أن المنظمة لا تساعد من لديهم إعاقة في السمع والنطق وخاصة إذا كانت هذه الإعاقة لا تؤثر على حركته، بل تقوم بتحويله إلى منظمة أخرى تستطيع مساعدته فهناك كما تقول شحادة منظمات أخرى متخصصة بموضوع السمع والنطق أما بالنسبة لنا فمهمتنا تقديم أطراف صناعية وعلاج فيزيائي فقط.

لاجئون سوريون، أفقدتهم أهوال الحرب قدراتهم على النطق بما يجول في صدورهم، وسماع ما يدور حولهم من حديث، إلا أنهم يجترحون مختلف الوسائل تمسكا منهم بحياتهم، ومستقبل أبنائهم.

1234