سوريات في الأردن : عاملات ومعيلات أملا بالعودة

سوريات في الأردن : عاملات ومعيلات أملا بالعودة
الرابط المختصر

سوريون بيننا- سوزان الصغير

ظروف الحرب القاسية تواجهها اللاجئة السورية في الأردن؛ فقدان أحد أفراد الأسرة، غياب المعيل والمنزل، وألم مضاعف في إدارة الأسرة المتبقية.

حياة جديدة تواجهها النساء اللاجئات بكثير من التحديات، وهو ما تعيشه اللاجئة "أم أحمد" المعيلة لأطفالها في عمان، من خلال إعداد الطعام الدمشقي وبيعه لمحبي الطعام السوري، بأسعار زهيدة.

بدأت رحلة البحث عن مصدر عيشها منذ عام، ورغم سوء أوضاعها الاجتماعية، اضطرت مرغمة التسجيل في إحدى الجمعيات للحصول على بعض المعونات تلبية متطلبات الأسرة.

رغم اعتماد "أم أحمد" على معونة 100 دينار من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلا أنها لا تكفي مصاريف الشهر، لتجد من مأكولاتها طريقا للعيش الكريم.

وإذا كانت تواجه "أم أحمد" تلك الحياة الجديدة عليها، فإن "أم هافال" تشاركها الهموم، وهي الهاربة من قصف طال مدينتها دمشق مصطحبة بناتها الثلاث وابنها وحماتها بعد اعتقال زوجها من قبل المخابرات السورية.

تعتمد "أم هافال" على مدخراتها المالية لتستطيع دفع أجرة بيت لمدة شهرين فقط، وتأمين أبسط متطلبات الحياة، لتلقى مساعدة ما أسمتهم "فاعلي الخير" بدفع أجرة البيت لمدة ثلاثة شهور.

وجدت "أم هافال" في تجربة "أم أحمد" فرصة للعمل والانخراط في مجال الطبخ لتحسين المستوى المعيشي لأسرتها الصغيرة، وتقول: أحياناً كنت أعمل ليومين متتاليين دون راحة من أجل تلبية "الطلبية" كاملة مما سبب لي بعض الآلام في الرقبة والظهر”.

رهف وهي فتاة في العشرين من عمرها أصبحت في يوم وليلة، مسؤولة عن إعالة والدتها و التي هي في الثانية والأربعين من عمرها وشقيقتها الصغيرة البالغة سبع سنوات بعد قيام عناصر الأمن في سورية باعتقال شقيقها في إحدى المظاهرات المناهضة للأسد.

تعمل رهف حالياً في محل للألبسة النسائية وتقوم هي بدفع أجرة المنزل والإنفاق عليه ,كما أنها لم تستطيع التسجيل في المفوضية للحصول على أية إعانات بسبب تضارب وقت عملها مع نظام المفوضية، وهي لم تتلقى حتى اللحظة أية مساعدة من أي جمعية خيرية.

رؤى هي الأخرى تعمل في إحدى الجمعيات الخيرية، دون عقد عمل شرعي، ما يعني انتهاكات لحقوقها العمالية. تلك الجمعية تعيل قرابة 400 عائلة سورية مقيمة في عمان، تقول لنا أن تلك المساعدات متواضعة ولا تسد تكاليف الحياة الباهظة في عمان بالنسبة للعائلات السورية.

تقول أن نسبة النساء اللاتي أصبحن معيلات لعائلتهن والمسجلات في هذه الجمعية تقريباً 400 والمساعدات المقدمة لهن خجولة؛ طرد غذائي غير دوري لكل امرأة وبعض الأغطية والملابس للأطفال.

على المستوى الحقوقي، توضح الناشطة الحقوقية السورية في الأردن، راوية الأسود، أن هناك محاولات لتأمين بيت دون أجرة لكل أسرة فقدت معيلها و تأمين بعض الأدوية مساعدة للنساء.

رواية العاملة في مركز للأعمال اليدوية في عمان، تلفت إلى أن المركز قام بتأهيل عدة لاجئات سوريات مهنياً لأجل تسويق منتجات يدوية من صوف وخياط وأعمال طبخ، حيث يقوم المركز بتأمين المواد الأولية والمكان لأجل انجاز تلك النساء الأعمال في مسعى نحو تحسين أوضاعهن الاقتصادية.

فضلا عن ذلك، تقول راوية أن المركز يقدم الدعم النفسي للنساء الهاربات من تحت القصف الذي طال المناطق والأحياء في سورية.

مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ترى أن المرأة اللاجئة تواجه تحديا أكبر وصعوبات أكثر من اللجوء من حيث تحديها لتبقى أسرتها متماسكة.

 سبق وأن خصصت المفوضية في العام 2002 يوما للاحتفال باللاجئة على المستوى الدولي، وذلك لما اعتبرته في إعلان رسمي آنذاك بأنها الأكثر مواجهة للصعوبات. في وقت، قدرت منظمة العمل الدولية نسبة 08 ٪ من اللاجئين في العالم من النساء والأطفال.